رئيس مجلس الادارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان
مدير التحرير
نصر نعيم

زيادة في معدلات الإصابة بالسرطان بين البالغين.. دراسة حديثة تصدم الأمريكان

السرطان
السرطان

كشفت دراسة جديدة أجراها المعهد الوطني للصحة عن ارتفاع حاد في معدلات الإصابة بالسرطان بين الأمريكيين الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً، حيث تتصدر سرطانات الثدي والقولون والمستقيم والكلى هذه الزيادة مما أثار مخاوف صحية عامة عاجلة.

وسلطت دراسة حديثة نشرتها المعاهد الوطنية للصحة (NIH) الضوء على اتجاهٍ مقلق: ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان بين الأمريكيين دون سن الخمسين. 

ويوضح البحث، الذي استند إلى بياناتٍ امتدت لنحو عقد من الزمن، أنواع السرطان التي تصيب بشكل متزايد الفئات السكانية الأصغر سنًا، والعوامل المحتملة التي تُؤثّر على هذا التحوّل.

الشباب يواجهون عبئًا جديدًا بسبب السرطان

تناولت الدراسة، التي نشرت في مجلة Cancer Discovery، اتجاهات الإصابة بالسرطان  باستخدام بيانات واسعة النطاق من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة وإحصاءات الوفيات الوطنية.

ونظر الباحثون في 33 نوعًا مختلفًا من السرطان ووجدوا أن 14 منها أظهرت معدلات إصابة متزايدة بين فئة عمرية واحدة على الأقل تحت سن الخمسين.

ولا تقتصر هذه الزيادات على أنواع السرطان الغامضة، بل تشهد بعض الأنواع الأكثر شيوعًا، بما في ذلك سرطان الثدي لدى النساء، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان الكلى، وسرطان الرحم، ارتفاعًا ملحوظًا في تشخيصات الشباب الأمريكي. 

وقالت الدكتورة ميريديث شيلز، المؤلفة الرئيسية للدراسة والباحثة في المعهد الوطني للسرطان التابع للمعاهد الوطنية للصحة: ​​"توفر هذه الدراسة نقطة انطلاق لفهم أنواع السرطان التي تتزايد بين الأفراد دون سن الخمسين". ووفقًا للدكتورة شيلز، تُشير هذه النتائج إلى مشكلة أكبر وأكثر تعقيدًا.

ومن المرجح أن تكون أسباب هذه الزيادة متعددة العوامل بعضها مرتبط بالسرطان، أي قد يرتبط بسلوكيات أو تعرضات معينة أو تغيرات بيولوجية لدى الفئات العمرية الأصغر. 

وقد يرتبط بعضها الآخر بالممارسات المتطورة في التشخيص الطبي، مثل تقنيات التصوير المتطورة أو التغييرات في تصنيف أنواع السرطان.

السمنة ونمط الحياة والفحص تلعب دورًا

من الأسباب المشتبه بها وراء ارتفاع حالات الإصابة بالسرطانات المبكرة ارتفاع معدل انتشار السمنة في الولايات المتحدة

تعد السمنة عامل خطر موثق جيدًا للعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم، وسرطان الكلى، وسرطان الرحم، والتي كانت من بين الأنواع التي لوحظ ارتفاع معدل الإصابة بها في الدراسة.

بالإضافة إلى ذلك، قد تسهم التغييرات في بروتوكولات فحص السرطان في هذا التحول. فمع تزايد الوعي وتحسين مراقبة الفئات المعرضة للخطر، أصبح الكشف عن بعض أنواع السرطان مبكرًا مقارنةً بالعقود السابقة. 

ورغم أن الكشف المبكر يعد إيجابيًا بشكل عام، إلا أنه يفسر جزئيًا سبب تشخيص المزيد من حالات السرطان لدى الأفراد الأصغر سنًا.

ليس كل أنواع السرطان تتزايد

وشهد 14 نوعًا من السرطان ارتفاعًا في معدل الإصابة بين الشباب، شهد 19 نوعًا آخر - بما في ذلك سرطان الرئة والبروستاتا - انخفاضًا. ونتيجةً لذلك، ظل معدل الإصابة بالسرطان في الولايات المتحدة مستقرًا نسبيًا خلال العقد الماضي.

ولم تشهد معدلات الوفيات الناجمة عن السرطان ارتفاعًا كبيرًا أيضًا، مما يشير إلى أن بروتوكولات العلاج المحسنة والتشخيصات المبكرة قد تؤدي إلى تحسين نتائج المرضى على الرغم من العدد الأعلى من الحالات.

بينما يسعى المجتمع الطبي لفهم هذه الأنماط المتغيرة، تُؤكد النتائج على ضرورة مواصلة مراقبة الصحة العامة ووضع استراتيجيات للوقاية من السرطان

ويظل تشجيع خيارات نمط الحياة الصحية - مثل اتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتجنب التدخين - أمرًا أساسيًا للحد من خطر الإصابة بالسرطان.

علاوة على ذلك، يدعو الباحثون إلى إجراء المزيد من الدراسات لاستكشاف العوامل الوراثية والبيئية ونمط الحياة التي قد تُسهم في هذا الاتجاه. في الوقت الحالي، تُعدّ الدراسة بمثابة جرس إنذار: لم يعد السرطان مرضًا يصيب كبار السن فقط، بل أصبح الشباب أكثر عرضة للإصابة به.

يُمثل ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان بين الأشخاص دون سن الخمسين في الولايات المتحدة مصدر قلق ملح على الصحة العامة

ورغم أن عوامل مثل السمنة، وتغيير نمط الحياة، وتحسين التشخيص قد تكون وراء هذه الزيادة، إلا أن هذا التوجه يُسلّط الضوء على أهمية الرعاية الصحية الاستباقية والفحص المُبكر، حتى للشباب

تم نسخ الرابط