بعد تزايد حالات الحصبة في أمريكا.. مسؤولو الصحة يدقّون ناقوس الخطر

ارتفعت حالات الحصبة في تكساس إلى 683 حالة، وسط ارتفاع في عدد الإصابات على مستوى البلاد يقترب من 1000 إصابة.
وحذر خبراء الصحة من أزمة وشيكة مع انخفاض معدلات التطعيم.
وفي تطورٍ مُقلقٍ للصحة العامة، أعلنت ولاية تكساس الأمريكية عن زيادةٍ حادةٍ في إصابات الحصبة، حيث بلغ إجمالي الحالات الآن 683 حالة، بزيادةٍ قدرها 3% خلال ثلاثة أيامٍ فقط بحسب Times of india.
ومما زاد من القلق المتزايد على مستوى البلاد مع اقتراب حالات الحصبة بشكلٍ خطيرٍ من 1000 حالة في الولايات المتحدة.
تشير الأرقام على مستوى البلاد إلى عودة مرض تم القضاء عليه سابقًا حتى الأول من مايو، وأكدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية (CDC) 935 حالة إصابة بالحصبة في 30 ولاية.
وسُجلت اثنى عشر حالة تفشٍّ حتى الآن هذا العام، مما أثار قلق خبراء الصحة العامة.
وتثير هذه الأرقام قلقًا بالغًا، لا سيما بالنظر إلى إعلان القضاء على الحصبة في الولايات المتحدة عام 2000، وهو وضعٌ مهددٌ الآن بسبب انخفاض معدلات التطعيم والمعلومات المضللة.
توطن الحصبة في أمريكا
يحذر علماء الأوبئة من أن الولايات المتحدة قد تقترب من نقطة تحول، مما قد يسمح للحصبة بأن تصبح متوطنة مرة أخرى.
وصرحت كايتلين ريفرز، الأستاذة في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة: "نحن لا نواجه حالة واحدة معزولة، هذا مصدر قلق على مستوى البلاد مع وجود مصادر تفشي متعددة، وبينما قد تشهد بعض المناطق انخفاضًا في الإصابات، فإن مناطق أخرى بدأت للتو في تسجيل ارتفاع في الإصابات".
ولا تزال مقاطعة جاينز مركز تفشي المرض في تكساس، حيث سُجِّلت فيها وحدها 396 حالة.

يذكر أن هذا الرقم ظلّ ثابتًا في آخر تحديث، مما يُشير على الأرجح إلى استقراره. مع ذلك، يُحذِّر الخبراء من استباق الاستنتاجات، مُشيرين إلى استمرار تزايد حالات التفشي في المناطق المجاورة.
وشهدت ولاية نيو مكسيكو المجاورة أيضًا ارتفاعًا في عدد الحالات، حيث سُجِّلت 67 إصابة، معظمها متركز في مقاطعة ليا، المجاورة مباشرةً لمقاطعة جاينز.
الضغط المتزايد على الأنظمة الصحية
تتضح الخسائر الصحية الناجمة عن تفشي المرض بشكل متزايد، ووفقًا لإدارة الصحة في تكساس، احتاج 89 شخصًا إلى دخول المستشفى منذ بداية تفشي المرض.
ويثير العبء المتزايد على المستشفيات وهيئات الصحة العامة القلق، لا سيما مع ظهور حالات جديدة في مناطق أخرى من البلاد.
التردد في الحصول على اللقاح والمعلومات المضللة تقوض الجهود
يقول أطباء الأطفال وخبراء الأمراض المعدية في جميع أنحاء الولايات المتحدة إن حملات الصحة العامة تُعيقها موجة من التشكيك والارتباك بشأن اللقاحات.
وواجهت السلطات الحكومية انتقادات لعدم اتخاذها موقفًا حازمًا في الدعوة إلى التطعيم، لا سيما في المجتمعات المتأثرة بالمعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي والعلوم الزائفة.
قال أحد أخصائيي الأمراض المعدية: "هناك فجوة تواصل كبيرة ويتلقى الآباء رسائل متضاربة - فمن جهة، يدركون أهمية اللقاحات؛ ومن جهة أخرى، تنتشر منشورات وادعاءات غير مثبتة تقترح علاجات بديلة تفتقر إلى أساس علمي".
مع استمرار ارتفاع حالات الحصبة وإبلاغ المزيد من المقاطعات عن تفشي المرض، يُشدد مسؤولو الصحة العامة على ضرورة معالجة مسألة التردد في تلقي اللقاح.
ويظل لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) الأداة الأكثر فعالية في الوقاية من تفشي المرض، وبمعدل فعالية يبلغ 97% بعد جرعتين، كان له دورٌ أساسي في الحد من انتشار الحصبة لعقود.
يُحذّر الخبراء من أنه في حال عدم بذل جهود تطعيم فورية وواسعة النطاق، قد تتطور حالات تفشي المرض المحلية إلى مشكلة وطنية مزمنة.
وأكد ريفرز قائلاً: "حان وقت العمل. يجب علينا سد الثغرات في التحصين والتواصل إذا أردنا تجنب أزمة صحية عامة".