قناة السويس تجمع الخصوم.. استثمارات أمريكية وصينية تُنعش الاقتصاد

نجحت مصر في الاستحواذ على ثقة مختلف الاستثمارات الدولية، لاسيما الاستثمارات الصينية والأمريكية؛ رغم التوترات القائمة بين البلدين، حيث تم استقطاب عدد من الشركات مؤخرا للسوق المصري في بعض القطاعات المختلفة.

لا يفوتك

اتفاقية القسطنطينية.. سلاح مصر لمواجهة تصريحات ترامب حول العبور من قناة السويس

أول منشأة كيميائية خضراء في العالم.. مشروع صيني ضخم بمحور قناة السويس

شركات صينية وأمريكية على أرض مصر

ويرصد موقع تفصيلة في هذا التقرير كيف نجحت مصر في جذب الشركات الأمريكية والصينية، لبدء مشروعات جديدة؟، والتي تساهم بكل تأكيد في توفير المنتجات للسوق المحلي، بجانب تصديرها للخارج، وتوفير فرص عمل للمواطنين.

وخلال الشهور الماضية، استطاعت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس جذب العديد من عقود الاستثمارات الصينية، في قطاعات متعددة أبرزها الأقمشة والمنسوجات، ومواد البناء، والبتروكيماويات.

استثمارت صينة في مصر لتجنب رسوم ترامب

توترات الحرب الاقتصادية القائمة بين أمريكا والصين، سارعت من وتيرة دخول الشركات للسوق المصري، ونقل بعض إنتاجها لمصر، لتجنب الرسوم الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ووفقا للأرقام شبه الرسمية، يتواجد في مصر أكثر من ألفين شركة صينية، بحجم استثمارات يتجاوز 8 مليار دولار، واستطاعت اقتصادية قناة السويس وحدها جذب 128 مشروعًا بقيمة 6 مليارات دولار آخر عامين، تمثل الاستثمارات الصينية منها 40%.

إنشاء مجمع "شين فينغ المتكامل للصناعات المعدنية" بقناة السويس

ومن بين العقود التي تم توقيعها مؤخرا نجد أن شركة "شين فينغ مصر للصلب" وقعت عقد إنشاء مجمع "شين فينغ المتكامل للصناعات المعدنية" داخل منطقة السخنة المتكاملة التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في مصر باستثمارات 1.65 مليار دولار.

ومن المقرر تنفيذ هذه المشروعات على مرحلتين خلال 5 سنوات، على مساحة 3.75 مليون متر مربع، لإنشاء 9 مشروعات صناعية، ومركزين للخدمات الشاملة؛ أحدهما للبحث والتطوير، والآخر لإعادة تدوير النفايات الصلبة، ويوفر المشروع 8 آلاف فرصة عمل.

إنشاء أول منشأة كيميائية خضراء في العالم

فيما تم وضع حجر أساس مشروع شركة “بينخهوا (بيفار) جروب – Binhua (Befar) Group” للكيماويات، داخل نطاق المطور الصناعي "تيدا – مصر" بالمنطقة الصناعية بالسخنة الشهر الماضي.

هذا المشروع الضخم يهدف لإنتاج الكلور القلوي ومنتجاته التكميلية بطاقة 100 ألف طن، على مساحة 400 ألف متر مربع على مرحلتين، بتكلفة استثمارية 500 مليون دولار، بما ويوفر نحو 800 فرصة عمل.

استقطاب الشركات الأمريكية على أرض مصر

وعلى الجانب الآخر، تم استقطاب عدد من الشركات الأمريكية إلى السوق المصري، وكان آخرها الأسبوع الماضي عندما تم توقيع عقد اتفاقية تحالف استراتيجي بين شركة "جيبتو فارما" - مدينة الدواء المصرية، وشركة "دوا فارماسيوتيكالز" الأمريكية، لتعزيز صناعة الأدوية في مصر، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء.

وأكد رئيس الوزراء أن صناعة الأدوية المصرية هي مجال حيوي للتجارة والاستثمار الجديد والنمو المتبادل بين الولايات المتحدة ومصر وتحظى باهتمام كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

تعزيز مكانة صناعة الأدوية المصرية إقليمياً ودولياً

وتعمل الحكومة على استقطاب المعدات والخبرات الأمريكية المتطورة إلى مصر ودعم جهود الحكومة المصرية للحصول على اعتماد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، مما يعزز مكانة صناعة الأدوية المصرية إقليمياً ودولياً، ويؤكد استعداد مصر للمنافسة في مختلف الأسواق الدولية بجودة عالمية.

وبموجب هذه الاتفاقية يتم توفير المعدات والتكنولوجيا الأمريكية المتطورة إلى جانب المعرفة والخبرة لتوسيع نطاق إنتاج الأدوية المصرية في جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط، مضيفًا أن هذه الشراكة تبرز قوة علاقتنا الاقتصادية الثنائية والازدهار المشترك الذي تجلبه لكل من مصر والولايات المتحدة.

خطوط إنتاج جديدة للأدوية بخبرة أمريكية

ويهدف هذا التحالف إلى الاستثمار في تطوير القدرات الإنتاجية لجيبتو فارما وإضافة خطوط جديدة وأنظمة حديثة وفق متطلبات هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، والتأهل للتصدير إلى السوق الأمريكية، إحدى أهم وأكبر الأسواق عالميًا.

وتعزز هذه الاتفاقية الابتكار الصيدلاني وتحسن المنتجات للمستهلكين في الولايات المتحدة ومصر، كما تعزز اتفاقية اليوم إنتاجية وقيمة الصناعات الدوائية البيولوجية في مصر والولايات المتحدة.