رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

أزمة قسم النساء بجامعة طنطا.. القصة الكاملة وراء استقالة 8 طبيبات

جامعة طنطا
جامعة طنطا

شهدت كلية الطب بجامعة طنطا، شمالي مصر، أزمة غير مسبوقة بعد استقالة ثماني طبيبات من قسم النساء والتوليد، في خطوة وصفتها نقابة الأطباء بأنها "جرس إنذار" بشأن أوضاع بيئة العمل للأطباء المقيمين في المستشفيات الجامعية.

 

بداية الأزمة

بدأت القصة قبل أشهر، عندما تقدّمت طبيبات شابات، جميعهن من نواب قسم النساء والتوليد، باستقالات متفرقة، احتجاجًا على ما وصفنه بـ"ظروف عمل قاسية وغير إنسانية". 

إلا أن الأزمة تفجّرت مؤخرًا مع إعلان الطبيبة رنين جبر استقالتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كاشفة عن عمل متواصل امتد أحيانًا إلى 72 ساعة دون نوم، إلى جانب مهام شاقة تتجاوز القدرات البشرية، في ظل غياب فترات الراحة أو الإجازات.

في منشور أثار تفاعلًا واسعًا، روت الطبيبة رنين جبر معاناتها خلال 11 شهرًا من الحضور اليومي، ووصفتها بأنها "أسوأ 11 شهرًا في حياتي"، دون أي تقدير.

أيّدت طبيبات أخريات روايتها؛ إذ تحدثت سارة مطاوع عن نوبات عمل منهكة وعقوبات جماعية، ووصفت هايدي هاني بيئة العمل بأنها "لا تعليمية ولا إنسانية" وسط ظروف غير آدمية، فيما لخّصت رنين زنوت تجربتها بقولها: "حين يصبح الاستمرار خيانة للنفس".

وبحسب نقابة الأطباء، فإن رنين جبر كانت الطبيبة الثامنة التي تقدّم استقالتها من القسم خلال أقل من عام، من أصل 15 نائبًا فقط.

 

رد الجامعة

أمام تصاعد الغضب العام، عقد الدكتور محمد حسين، رئيس جامعة طنطا، اجتماعًا عاجلًا مع الطبيبات المستقيلات، بحضور عميد الكلية الدكتور أحمد غنيم، وقيادات المستشفى الجامعي.

وأسفر اللقاء عن قرارات وُصفت بأنها "عاجلة"، أبرزها:

نقل وحدة أمراض النساء إلى المستشفى التعليمي الفرنساوي بسعة 50 سريرًا، وغرفتي عمليات مستقلتين، ووحدة مناظير.

تعديل نظام النوبات من 48 ساعة إلى 24 ساعة، مقسّمة على فترتين (12 ساعة) عند اكتمال عدد الأطباء المقيمين.

تشكيل لجنة تضم أساتذة القسم وإدارة التدريب ولجنة الجودة، لتحسين بيئة العمل، وتسريع التسجيل للدراسات العليا، وضمان فرص التدريب والمشاركة في المؤتمرات.

وأكدت إدارة الجامعة أن خدمة المرضى ستستمر بشكل طبيعي، مع الالتزام بتوفير بيئة أكثر دعمًا للطبيبات المقيمات.

 

موقف نقابة الأطباء

تابعت النقابة العامة للأطباء الأزمة منذ بدايتها، وطالبت بسرعة التحقيق في الشكاوى، وضمان حماية كرامة الأطباء الشباب.

وقال الدكتور أحمد مبروك الشيخ، عضو مجلس النقابة، إن الضغط المستمر على الأطباء المقيمين دون مراعاة لحقوقهم الإنسانية يهدد جودة التدريب والرعاية الصحية.

أما الدكتور خالد أمين، الأمين العام المساعد للنقابة، فاعتبر ما حدث "دليلًا على خلل حقيقي في بيئة العمل بالمستشفيات الجامعية"، يستوجب إصلاحات جذرية.

تم نسخ الرابط