رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

الوجه الآخر لشواطيء الترف.. من يدير بورصة الغواية وغسيل الأموال؟

الساحل الشمالي
الساحل الشمالي

على شواطئ تتلألأ فيها الأضواء وتصدح فيها الموسيقى، وفي فيلات فاخرة لا يطرق أبوابها القانون، تتشكل ملامح مشهد مريب في الساحل الشمالي، فلم تعد "الخلاعة" مقتصرة على شاشات الهواتف المحمولة، بل تجاوزت حدود الفضاء الرقمي لتصبح عرضًا حيًا مدفوع الأجر، تديره مجموعات غير معلومة الهوية، وتغذيه أموال مجهولة المصدر.

فمع تصاعد حضور "البلوجرز" و"التيك توكرز" في منتجعات الساحل، تحولت المنصات الرقمية إلى ستار لتجارة غير مشروعة، تجمع بين الإيحاءات الجنسية المغلفة بالاستعراض، والأنشطة المالية المريبة التي تثير الريبة حول مصدر التمويل، ليتساءل البعض: "هل نحن أمام موسم سياحي... أم موسم غسيل أموال مقنع؟".

تيك توك من الرقص إلى التبييض المالي

يبدو أن ساحات البث المباشر على "تيك توك"، التي بدأت كمنصات ترفيهية، أصبحت الممر الخلفي لشبكات التبييض المالي، التي تتخفى خلف "هدايا رقمية"، وجولات ترفيهية، وتحديات استعراضية، يتم فيها تبادل مبالغ ضخمة خلال دقائق، لا جهة تُراقب، ولا قانون يُطبق، بل تواطؤ ضمني بين الصمت الرقابي والمحتوى الرائج.

مع صعوبة الرقابة الحقيقية، يستمر تداول هذه "الهدايا الرقمية" والتي هي عبارة عن تحويلات مالية مشبوهة يتم استخدامها لغسل الأموال، تطور الأمر ليشمل "البلوجرز" الذين تحولوا من تقديم محتوى ترفيهي خفيف إلى تسويق نمط حياة مبالغ فيه، يتضمن الدعوات لإرسال هدايا من متابعين على منصة تيك توك، التي تتيح تحويلها إلى أموال نقدية حقيقية، ما يسهل عملية غسل الأموال بعيدًا عن الأنظار.

منتجعات بلا رقابة

في الفيلات الخاصة والشاليهات المغلقة، تُنتج فيديوهات خادشة تخترق الحدود المجتمعية، تُنشر بوقاحة على مواقع التواصل وتُروَّج على أنها "محتوى ساخر أو جريء".

راقصات درجة ثالثة، مشاهد مسكنة، خمور، كافيار، وسيجار فاخر، كل هذا يُعرض دون رقيب، بل يُدعم من متابعين بمئات الهدايا التي لا تُعرف مصادرها.

اللافت أن هذه الفيديوهات لا تتوقف عند حد الإيحاءات، بل تتحول أحيانًا إلى حلقات دعائية غير مباشرة لأنماط حياة مترفة، ممولة من حسابات مجهولة، وكأنها رسالة ضمنية: هنا المال لا يُسأل من أين جاء.

شبهة غسل أموال

القضية الأبرز، التي كشفت عن عمق الظاهرة، كانت "سوزي الأردنية"، والتي فضحت آلية غسل أموال عبر تيك توك، يبدو أن العديد من الحسابات في الساحل الشمالي تسير على النهج نفسه.

عمليات شراء هدايا رقمية بأموال غير مشروعة، توزيعها على أصحاب البث، ومن ثم تحويلها إلى أموال نقدية نظيفة في البنوك، كلها خطوات معروفة ضمن آلية الغسل الحديثة، ما يجري في الساحل ليس فقط ترفًا فجًا، بل ربما واجهة جديدة لمنظومة تمويل غير مشروع.

لماذا لا يتدخل أحد؟

رغم وضوح المعالم وتكرار المحتوى، لا تزال هذه الحسابات تنشط بحرية تامة، لا رقابة، لا مساءلة، ولذلك يتساءل البعض، لماذا لم تتصدى الدولة لهؤلاء حتى هذه اللحظة؟.

تم نسخ الرابط