في عيد ميلاد إنعام سالوسة.. رحلة فنية لممثلة لا تبحث عن البطولة
يحل علينا اليوم عيد ميلاد إنعام سالوسة، واحدة من الممثلات اللاتي نجحن في ترسيخ حضورهن داخل الدراما والسينما المصرية دون الاعتماد على البطولة المطلقة أو السعي إلى النجومية الصاخبة، مكتفية بأن تكون عنصرًا أساسيًا في العمل الفني، لا يمكن تجاهله مهما صغرت مساحة الدور.
وانتمت إنعام سالوسة إلى فئة الممثلين القادرين على صناعة التأثير من الهامش، حيث قدّمت على مدار مسيرتها أدوارًا داعمة لكنها محورية، ونجحت في أن تجعل الشخصية التي تؤديها حاضرة في وجدان الجمهور، بفضل صدق الأداء وقدرتها على الإمساك بتفاصيل إنسانية دقيقة، جعلت ظهورها إضافة حقيقية لأي عمل تشارك فيه.
رحلة فنية بلا ضجيج
بدأت إنعام سالوسة مسيرتها الفنية في أدوار متنوعة بين المسرح والدراما التلفزيونية والسينما، وتميّزت منذ بداياتها بملامح قريبة من الواقع المصري، وهو ما أهلها لتجسيد شخصيات المرأة العادية: الأم، الزوجة، الجارة، أو السيدة الشعبية، دون افتعال أو مبالغة.
ومع مرور السنوات، حافظت على وتيرة ثابتة من العمل، بعيدًا عن الصعود السريع أو الاختفاء المفاجئ، لتصبح من الوجوه المألوفة التي يثق بها صناع الدراما.
وشاركت في عدد كبير من المسلسلات التي تركت بصمة لدى الجمهور، ونجحت في التنقل بسلاسة بين الشخصيات الطيبة والقاسية، الهادئة والمتسلطة، مستندة إلى أدوات تمثيلية تعتمد على الإحساس والنبرة والنظرة، لا على الاستعراض أو المبالغة.
ممثلة الأدوار الأساسية
ورغم أنها لم تكن يومًا بطلة أولى على الأفيش، فإن إنعام سالوسة تمثل نموذجًا للممثلة التي لا يكتمل المشهد بدونها، حيث تمتلك قدرة خاصة على دعم البطل وخدمة السياق الدرامي دون أن تطغى على العمل أو تبتعد عن روحه، وهو ما جعلها خيارًا مفضلًا للعديد من المخرجين، الذين رأوا فيها ممثلة منضبطة، قادرة على الالتزام بالشخصية وإعطائها حقها الكامل.
حضور مستمر واحترام مهني
استطاعت إنعام سالوسة أن تحافظ على احترام الوسط الفني والجمهور على حد سواء، بفضل اختياراتها الهادئة وابتعادها عن الجدل، معتمدة فقط على موهبتها وتاريخها الفني.
وفي عيد ميلادها، تظل مثالًا واضحًا على أن النجاح الحقيقي في التمثيل لا يُقاس بحجم البطولة، بل بقدرة الفنان على ترك أثر صادق يدوم.