سرطان البروستاتا واضطرابات النوم.. أعراض شائعة تبقي الرجال مستيقظين ليلاً

كشفت دراسات  طبية حديثة أن اضطرابات النوم تعد من الأعراض الشائعة لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا، حيث لا تقتصر تأثيراتها على الإرهاق الجسدي فقط، بل تمتد لتنعكس سلباً على الحالة النفسية وجودة الحياة والقدرة على التكيف مع مسار العلاج.

أشكال اضطرابات النوم لدى المرضى

يعاني مرضى سرطان البروستاتا من أنماط متعددة من مشكلات النوم، أبرزها:

الأرق المزمن: صعوبة الدخول في النوم أو الاستمرار فيه لساعات كافية.

تقطع النوم الليلي: الاستيقاظ المتكرر مع صعوبة العودة للنوم.

انخفاض جودة النوم: الاستيقاظ مع شعور بالإجهاد وعدم الراحة.

الكوابيس والأحلام المزعجة: خاصة عند تقليل أو إيقاف الأدوية المنومة.

اضطرابات المثانة وكثرة التبول الليلي: وهو العرض الأكثر شيوعاً، إذ يضطر المريض للاستيقاظ مرات عدة للتبول، ما يقطع دورة النوم الطبيعية.

لماذا تتفاقم مشكلات النوم؟

يوضح الأطباء أن اضطرابات النوم لدى مرضى سرطان البروستاتا ناتجة عن تداخل عوامل متعددة، من بينها:

التقدم في العمر: إذ يُشخَّص المرض غالباً لدى كبار السن، حيث تصبح أنماط النوم أكثر هشاشة بطبيعتها.

الآثار الجانبية للعلاج الهرموني (ADT)

 انخفاض هرمون التستوستيرون يؤدي إلى هبات ساخنة ليلية وتغيرات في كيمياء الدماغ المسؤولة عن تنظيم النوم.

الأعراض الجسدية المباشرة: مثل الآلام الناتجة عن الورم أو انتشاره، إلى جانب كثرة التبول الليلي بسبب ضغط الورم على مجرى البول.

الضغط النفسي والقلق: الخوف من التشخيص ومسار العلاج يضع الجهاز العصبي في حالة تأهب دائم، ما يعيق النوم العميق.

مخاطر صحية تتجاوز الإرهاق

يحذر الأطباء من أن نقص النوم ليس مجرد إزعاج عابر، بل يمثل خطراً صحياً حقيقياً، إذ قد يؤدي إلى:
زيادة مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.
اضطرابات في التمثيل الغذائي وارتفاع احتمالات الإصابة بالسكري.
تدهور الصحة النفسية وزيادة معدلات الاكتئاب والقلق.
إضعاف جهاز المناعة، ما قد يؤثر سلباً على قدرة الجسم في مواجهة المرض.

توصيات طبية لتحسين النوم

يشدد الأطباء على ضرورة إدماج «صحة النوم» ضمن الخطة العلاجية الشاملة، عبر:
العلاج المعرفي السلوكي للأرق (CBT-I): كخيار أول فعال دون الاعتماد المفرط على الأدوية.

التثقيف الصحي: تهيئة بيئة نوم مناسبة، وتقليل شرب السوائل قبل النوم.
التدخلات الطبية الموجهة: لعلاج الهبات الساخنة والآلام للحد من اضطراب النوم الليلي.
تحسين جودة النوم لدى مرضى سرطان البروستاتا لا يهدف فقط إلى توفير الراحة، بل يُعد عاملاً أساسياً في تحسين جودة الحياة وزيادة فاعلية العلاج.

ويؤكد الأطباء على أهمية تواصل المرضى بصراحة مع فرقهم الطبية بشأن أي مشكلات تتعلق بالنوم، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من رحلة العلاج.