رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

بسبب قلة المعروض واضطراب التجارة.. النحاس يلامس 12 ألف دولار للطن

النحاس
النحاس

يقترب النحاس من ختام عامًا استثنائيًا على صفيح ساخن، بعدما نجح المعدن الأحمر في تسجيل مستويات سعرية غير مسبوقة، مدفوعًا بمزيج معقد من اضطرابات التجارة العالمية، وتقلص المعروض، وتنامي الرهانات على الطلب طويل الأجل.

ومع اقتراب نهاية العام، أصبح النحاس أحد أبرز الرابحين في أسواق السلع، وسط توقعات بمواصلة الصعود خلال الفترة المقبلة، في ظل تحولات كبرى يشهدها الاقتصاد العالمي وقطاعات الطاقة والتكنولوجيا.


عام تاريخي للنحاس

واقترب سعر النحاس من حاجز 12 ألف دولار للطن، مسجلاً مستوى قياسيًا جديدًا في بورصة لندن للمعادن، مع تبقي أيام قليلة فقط على نهاية العام.

وتشير البيانات إلى أن المعدن يتجه لتحقيق أكبر مكاسب سنوية له منذ عام 2009، في أداء يعكس حجم الضغوط التي يتعرض لها جانب العرض، مقابل طلب يتسم بالمرونة والقوة.

العوامل التي أشعلت النحاس

وخلال الأشهر الماضية، تسارعت وتيرة صعود النحاس مع تصاعد المخاوف من نقص الإمدادات العالمية، وشهدت السوق توقفات غير مخطط لها في عدد من المناجم الكبرى، ما أدى إلى تقليص الكميات المتاحة، ودفع المشترين إلى القبول بأسعار أعلى لتأمين احتياجاتهم، هذه التطورات عززت حالة التوتر في السوق، ورفعت من حدة المنافسة على المعدن.

ومثلت تسارع شحنات النحاس المتجهة إلى الولايات المتحدة أحد أبرز المحركات الفورية للأسعار، في محاولة من الشركات لاستباق فرض رسوم جمركية محتملة على الواردات.

هذا السباق أدى إلى سحب كميات كبيرة من السوق العالمية، وترك مناطق أخرى أمام مخاطر نقص الإمدادات، ما زاد من الضغوط السعرية.


الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة يدعمان الطلب

وإلى جانب العوامل قصيرة الأجل، يستند صعود النحاس إلى رهانات طويلة المدى، خاصة مع تزايد الاعتماد عليه في مشروعات الطاقة النظيفة، وشبكات الكهرباء، والبنية التحتية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.

وينظر إلى النحاس باعتباره عنصرًا لا غنى عنه في التحول الطاقي العالمي، وهو ما يمنحه دعمًا هيكليًا مستمرًا.

عقود تاريخية وتوقعات متفائلة

وفي مؤشر واضح على اختلال ميزان العرض والطلب، انتهت مفاوضات عقود توريد الخام السنوية إلى منح المصاهر رسوم معالجة عند مستوى صفر دولار للطن، وهو أدنى مستوى يُسجل على الإطلاق.

وعلى صعيد التوقعات، ترجح مؤسسات مالية كبرى استمرار الصعود خلال 2026، مع تقديرات بوصول الأسعار إلى 13 ألف دولار للطن، في وقت يرى فيه محللون أن النحاس قد يكون نجم أسواق المعادن في المرحلة المقبلة.

صعود الألمنيوم والزنك والنيكل

وبالتوازي مع صعود النحاس، سجلت أسعار الألمنيوم والزنك والنيكل ارتفاعات ملحوظة، ما يعكس موجة عامة من التفاؤل في أسواق المعادن الصناعية، مدفوعة بتغيرات هيكلية في الطلب العالمي وتحديات متزايدة على جانب المعروض.

تم نسخ الرابط