رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

السياحة اليابانية تحت ضغط السياسة: تراجع ملحوظ في إقبال الزوار الصينيين

الزوار الصينيين
الزوار الصينيين

انعكست التوترات السياسية المتصاعدة بين بكين وطوكيو بصورة مباشرة على حركة السياحة الآسيوية، مع تسجيل تراجع لافت في وتيرة تدفق الزوار الصينيين إلى اليابان. 

مشهد جديد يفرض نفسه على قطاع حيوي اعتاد الاعتماد بشكل كبير على السوق الصينية، في وقت باتت فيه التصريحات السياسية عاملاً حاسماً في إعادة رسم خريطة السفر الإقليمي.

تباطؤ غير مسبوق في نمو الزوار الصينيين

كشف تقرير رسمي صادر عن منظمة السياحة الوطنية اليابانية عن تباطؤ واضح في نمو عدد الزوار القادمين من الصين خلال شهر نوفمبر الماضي. 

أرقام الوافدين أظهرت ارتفاعاً محدوداً بنسبة 3% فقط مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، ليصل العدد الإجمالي إلى نحو 562.6 ألف زائر.

وتعد هذه النسبة الأضعف منذ ما يقرب من أربع سنوات، وتحديداً منذ يناير 2022، ما يعكس تغيراً حاداً في الاتجاه العام للسياحة الصينية نحو اليابان.

قيود سفر صينية تلقي بظلالها على القطاع

فرضت السلطات الصينية قيوداً جديدة على حركة السفر الخارجي، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها رد غير مباشر على التوترات السياسية الأخيرة. 

هذه القيود ساهمت في تقليص أعداد المسافرين، وأثرت بشكل خاص على اليابان باعتبارها واحدة من الوجهات المفضلة تقليدياً للسائح الصيني.

قرار الحد من السفر جاء في توقيت حساس، مع سعي طوكيو لتعزيز تعافي قطاع السياحة بعد سنوات من التراجع.

السياحة اليابانية تواصل النمو رغم التحديات

أرقام منظمة السياحة الوطنية اليابانية أظهرت في المقابل استمرار نمو إجمالي عدد الزوار الأجانب بنسبة 10% على أساس سنوي. 

هذا الارتفاع يعكس نجاح اليابان في جذب أسواق بديلة، خاصة من دول آسيوية وأوروبية أخرى، إلا أن الغياب النسبي للسائح الصيني يبقى مؤثراً نظراً لثقل هذا السوق من حيث الإنفاق وعدد الزيارات.

التوترات الجيوسياسية تعيد تشكيل خريطة السفر

يمثل التراجع الحالي أوضح مؤشر حتى الآن على تأثير التوترات الجيوسياسية على قطاع السياحة. 

العلاقات المتوترة بين الصين واليابان بدأت تترجم عملياً إلى أرقام وإحصاءات، مع تراجع الثقة لدى المسافرين وتزايد الحذر الرسمي.

قطاع السياحة، الذي غالباً ما يتأثر سريعاً بالمناخ السياسي، وجد نفسه مجدداً في قلب الصراع غير المباشر بين البلدين.

تصريحات تايوان تشعل الأزمة

أزمة السياحة الحالية تعود جذورها إلى تصريحات أدلت بها رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي في أوائل نوفمبر الماضي.

تصريحات رسمية تحدثت عن احتمال تدخل الجيش الياباني في حال أقدمت الصين على اتخاذ إجراء عسكري ضد تايوان، الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتصر بكين على أنها جزء من أراضيها. 

هذه التصريحات أثارت غضباً واسعاً في الصين، واعتُبرت تصعيداً سياسياً غير مقبول.

مستقبل السياحة بين السياسة والاقتصاد

تواجه اليابان اليوم اختباراً صعباً في موازنة مواقفها السياسية مع مصالحها الاقتصادية، خاصة في قطاع السياحة. 

استمرار التوتر مع الصين قد يدفع طوكيو إلى البحث عن بدائل استراتيجية لتعويض أي خسائر محتملة، بينما يبقى مستقبل تدفق الزوار الصينيين مرهوناً بتطور العلاقات الدبلوماسية خلال الفترة المقبلة.

تم نسخ الرابط