تحذير صيني غير مسبوق لليابان.. بكين تهدد بـ"ثمن باهظ" إذا لامست الخط الأحمر في تايوان

تشهد العلاقات الصينية اليابانية توترًا حادًا بعد تحذير صريح وجريء أصدرته وزارة الدفاع الصينية اليوم الخميس، أكدت فيه أن اليابان ستدفع "ثمنًا باهظًا" إذا تجاوزت ما وصفته بـ"الخط الأحمر" فيما يتعلق بقضية تايوان.

ويأتي هذا التصعيد في ظل أسوأ أزمة دبلوماسية بين البلدين منذ سنوات، وعلى خلفية الخطط اليابانية لنشر صواريخ متوسطة المدى بالقرب من الجزيرة التي تُعد بؤرة التوتر الأكثر حساسية في آسيا.

رد صيني على التحركات العسكرية اليابانية

أطلقت بكين تحذيرها بعد إعلان الحكومة اليابانية نيتها نشر وحدة صواريخ سطح–جو متوسطة المدى في قاعدة عسكرية بجزيرة يوناجوني، التي تبعد نحو 110 كيلومترات فقط عن الساحل الشرقي لتايوان.
ويرى الصينيون أن الخطوة تمثل تدخلًا مباشرًا في ملف يعتبرونه شأنًا داخليًا خالصًا، خاصة مع اشتداد الخطاب السياسي في طوكيو بشأن ما قد تمثله أي عملية عسكرية صينية ضد تايوان.

وتعكس التصريحات الصينية غضبًا متزايدًا من الموقف الياباني، في وقت تتصاعد فيه التحركات العسكرية الأميركية في المنطقة، ما يجعل تايوان نقطة اشتعال محتملة لأي صراع بين القوى الكبرى.

تصعيد سياسي من طوكيو واحتمالات تدخل عسكري

أطلقت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي تصريحات وُصِفت بأنها الأكثر حدة خلال السنوات الأخيرة، عندما قالت إن أي هجوم صيني على تايوان قد يصل إلى مستوى "وضع يهدد البقاء"، بما يمنح طوكيو المبرر القانوني للرد عسكريًا.
وتزامنت تصريحاتها مع تأكيد وزير الدفاع الياباني شينجيرو كويزومي أن خطط نشر الصواريخ في يوناجوني "تمضي قدمًا بثبات"، رغم الانتقادات الصينية.

وتظهر هذه المواقف تحوّلًا واضحًا في العقيدة الدفاعية اليابانية، مع رغبة طوكيو في لعب دور أوسع ضمن التحالفات الأمنية في آسيا، ودعمًا مباشرًا لتايوان التي ترى فيها حاجزًا استراتيجيًا أمام توسع النفوذ العسكري الصيني.

موقف صيني حاد يربط الماضي بالحاضر

أعاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية جيانج بين تذكير اليابان بتاريخها الاستعماري في تايوان بين عامَي 1895 و1945، مؤكدًا أن طوكيو لم تفكّر بعمق في جرائمها وأنها تعيش وهم التدخل العسكري في مضيق تايوان.

وأوضح أن مسألة تايوان شأن صيني خالص لا يحق لليابان التعليق عليه، مشددًا على أن أي خطوة يابانية تتجاوز الحدود ستُقابل برد قوي من جيش التحرير الشعبي.

وأكد بين أن الجيش الصيني يمتلك قدرات قوية ووسائل موثوقة لهزيمة أي عدو غازٍ، وأن أي تجاوز ياباني ولو بنصف خطوة سيُكلف طوكيو ثمنًا كبيرًا، في إشارة مباشرة إلى استعداد بكين للرد العسكري إذا لزم الأمر.

تايوان بين الضغط الصيني والدعم الدولي

ترفض الحكومة التايوانية المنتخبة ديمقراطيًا مطالبات بكين بالسيادة على الجزيرة، مؤكدة أن شعب تايوان هو الجهة الوحيدة المخوّلة بتحديد مستقبلها.
ويواصل الجيش الصيني تنفيذ طلعات جوية ودوريات بحرية شبه يومية حول الجزيرة، في إطار ما تصفه تايبيه بأنه حملة مضايقات وضغط متصاعدة تهدف إلى تقويض معنويات السكان وإخضاع الجزيرة تدريجيًا.

وتحظى تايوان بدعم متزايد من الولايات المتحدة واليابان ودول غربية أخرى، ما يزيد تعقيد المشهد ويجعل مضيق تايوان أحد أكثر النقاط خطورة في الجغرافيا السياسية العالمية.

منطقة تتجه نحو مرحلة أخطر

تشير التطورات الأخيرة إلى أن شرق آسيا يقترب من مرحلة حساسة، قد تتحول فيها التصريحات الحادة إلى مواجهات ميدانية إذا لم تُضبط إيقاعات التصعيد.
وتبقى تايوان محور الصراع الاستراتيجي بين بكين وحلفاء الغرب، فيما تواصل اليابان تعزيز دفاعاتها اعتقادًا منها بأن الخطر الصيني يقترب أكثر من أي وقت مضى.