رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

الشتاء يضاعف الهالات السوداء.. أسباب خفية وراء مظهر أكثر إرهاقًا

الهالات السوداء
الهالات السوداء

مع حلول الشتاء، لا يتوقف تأثير البرد عند الشعور بانخفاض درجات الحرارة، بل ينعكس سريعاً على ملامح الوجه، وتحديداً منطقة تحت العين، التي تعد الأكثر حساسية وتأثراً بالعوامل الجوية.

 ومع دخول الطقس البارد، يلاحظ كثيرون أن الهالات السوداء تصبح أكثر وضوحاً وعمقاً، حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون من قلة النوم.

يرجع الخبراء ذلك إلى أن الهواء الجاف وانخفاض الرطوبة في الشتاء يؤديان إلى سحب الماء من طبقات الجلد، ما يجعل البشرة تبدو أكثر رقة، ويكشف الأوردة والظلال تحت العين بوضوح أكبر.

 كما تسهم أجهزة التدفئة الداخلية، التي تعمل لساعات طويلة، في زيادة الجفاف وجعل المنطقة تحت العين باهتة ومجوفة.

وتوضح دراسة منشورة في مكتبة PMC العلمية أن سبب بروز الهالات السوداء غالباً ما يرتبط بعاملين رئيسيين: زيادة التصبغ، أو ظهور الأوعية الدموية بوضوح تحت جلد رقيق.

وفي الشتاء، يضعف حاجز البشرة نتيجة نقص الترطيب، فيزداد بروز هذين العاملين بشكل ملحوظ.

كيف يعمّق الشتاء مظهر الهالات؟

المنطقة أسفل العين تكاد تخلو من الدهون، ما يجعلها أول من يفقد الرطوبة عند التعرض للهواء الجاف. 

ومع انخفاض درجات الحرارة، تتراجع مرونة الجلد، وتبدو الأوردة أكثر بروزاً، بينما تزداد الظلال عمقاً حول العين.

ولا يتوقف الأمر عند تأثير الطقس فقط، إذ يلعب نمط الحياة الشتوي دوراً لا يقل أهمية. 

فمع قصر ساعات النهار وقلة التعرض لضوء الشمس، يختل الإيقاع الحيوي للجسم، ما يؤدي أحياناً إلى شعور بالإجهاد أو اضطراب بالنوم مع الراحة الكافية. 

كما يسهم احتقان الجيوب الأنفية والحساسية الشتوية في تجمّع الدم بالمنطقة تحت العين، ما يزيد قتامة اللون، وتزيد فترات الجلوس الطويلة أمام الشاشات من إجهاد عضلات العين، لتبدو الهالات أكثر وضوحاً مع نهاية اليوم.

لماذا يبدو التصبغ أوضح في الشتاء؟

حتى الأشخاص الذين يمتلكون تصبغاً طبيعياً تحت العين سيلاحظون أنه يبدو أغمق خلال الأشهر الباردة، لأن جفاف البشرة يقلل سطوعها الطبيعي ويزيد التباين بين لون الجلد ولون التصبغ. 

كما أن فرك العينين بسبب التهيج أو الحساسية قد يزيد من اسمرار الجلد. ويضاف إلى ذلك أن ضوء الشتاء الخافت لا يعكس الضوء على البشرة كما يفعل ضوء الصيف، ما يجعل التصبغ يبدو أكثر وضوحاً.

خطوات عملية للحد من الهالات خلال الشتاء

يشدد الخبراء على أن الحفاظ على الترطيب هو خط الدفاع الأول، فاستخدام كريمات مرطبة وغنية حول العين يساعد على امتلاء الجلد ومنع تغلغل الظلال. 

كما أن شرب الماء بانتظام يحدث فارقاً ملموساً، إذ يظهر الجفاف في هذه المنطقة قبل أي مكان آخر.

ويساعد استخدام جهاز ترطيب الجو في تعويض فقدان الرطوبة الناتج عن التدفئة الداخلية

كما تعد الكمادات الدافئة وسيلة فعّالة لتحسين الدورة الدموية والتقليل من المظهر المزرقّ للهالات. 

وينصح أيضاً بتجنب فرك العينين وأخذ فترات راحة من الشاشات لتخفيف الإجهاد.

وفي الحالات التي تبقى فيها الهالات داكنة رغم العناية، يمكن للطبيب المختص تحديد ما إذا كانت المشكلة ناتجة عن تصبغ عميق أو تجويف طبيعي تحت العين، ما يستدعي علاجات متخصصة.

ومع فهم طبيعة تأثير الشتاء على البشرة، وإجراء تعديلات بسيطة في الروتين اليومي، يمكن الحفاظ على مظهر أكثر إشراقاً وراحة للعينين طوال الموسم البارد.

تم نسخ الرابط