حماس تتمسّك بالمرحلة الثانية لاتفاق وقف النار رغم التصعيد ورسائل مباشرة للوسطاء في القاهرة

تواصل حركة حماس تثبيت موقفها تجاه المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة تمسّكها بخيارات التهدئة رغم ما تصفه بتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية. 

وجود وفد الحركة في القاهرة يقدَّم كرسالة واضحة على جديتها في التعامل مع الوسطاء، بينما تتزايد المخاوف من أن تؤدي الخروق الميدانية إلى تقويض ما تحقق سياسياً وإنسانياً.

مشهد ميداني ثقيل يرافق هذه التطورات مع سقوط قتلى في غزة وخان يونس بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل.

حماس تؤكد جاهزيتها للمضي في المرحلة الثانية

أكدت حركة حماس، اليوم الاثنين، أن وجود وفدها في القاهرة يشكل دليلاً عملياً على جديتها في التعاون مع الوسطاء بهدف الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. 

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، لوكالة الصحافة الفلسطينية، مشيراً إلى أن الحركة التزمت بكل ما هو مطلوب منها للوصول إلى هذه المرحلة، مقابل استمرار إسرائيل في خرقها للاتفاق.

تعقيدات تحيط بمسارات التفاوض

أوضح قاسم أن مسارات المرحلة الثانية “معقدة”، لافتاً إلى أن حماس نقلت للوسطاء تفاصيل الخروق الإسرائيلية المتواصلة، محذراً من أن استمرار تلك الانتهاكات قد يقوض الاتفاق ويعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر.
أشار أيضاً إلى أن الحركة شددت خلال محادثات القاهرة على ضرورة تشكيل قوات دولية تتولى مهمة الفصل بين الفلسطينيين المدنيين وقوات الاحتلال، التي قال إنها “تواصل عدوانها دون توقف”.

رفض فلسطيني لمحاولات فرض واقع جديد

أكد الناطق باسم حماس أن الاحتلال “يواصل يومياً إزاحة الخط الأصفر داخل القطاع”، في إشارة إلى التحركات العسكرية الإسرائيلية داخل مناطق عازلة. 

شدد على أن الحركة أبلغت الوسطاء رفضها لهذه السلوكيات، مؤكدة عدم السماح لجيش الاحتلال بفرض أي واقع جديد على الأرض تحت غطاء الهدنة أو الترتيبات الأمنية.

تصعيد ميداني يهدد التفاهمات

شهد قطاع غزة صباح اليوم الاثنين تصعيداً جديداً أسفر عن سقوط أربعة قتلى وعدد من الجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مناطق في مدينتي غزة وخان يونس.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن طواقم الإسعاف نقلت ثلاثة قتلى إلى المستشفيات، بينهم اثنان سقطا بنيران مسيّرة إسرائيلية في بلدة بني سهيلة شرقي خان يونس، بينما قضى آخر بقذيفة دبابة في منطقة شرق حي التفاح بمدينة غزة.

حرب مستمرة منذ أكتوبر 2023

تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، فيما تشير آخر إحصاءات وزارة الصحة في القطاع والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة إلى أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 69756 شهيداً على الأقل منذ بدء الحرب.
تفاقم الأوضاع الإنسانية والميدانية يعزز المخاوف من أن تؤدي الخروق المتواصلة إلى تعطيل الجهود السياسية في القاهرة، رغم تمسك حماس بمسار التفاوض وإعلان استعدادها للانتقال إلى المرحلة التالية إذا التزم الاحتلال بما تم الاتفاق عليه.