أسباب تراجع أسعار الفراخ والبيض.. إلى أين يتجه سوق الدواجن؟
شهدت أسعار الفراخ والبيض في مصر انخفاضًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، مما انعكس إيجابًا على المستهلك، لكنه شكل تحديًا كبيرًا أمام المربين بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، ويرجع هذا التراجع بشكل رئيسي إلى زيادة المعروض في الأسواق مقابل ضعف القوة الشرائية في بعض المحافظات.
أسباب انخفاض أسعار الفراخ والبيض
في هذا الصدد، أكد الدكتور ثروت الزيني، نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، أن سعر طبق البيض انخفض من 150 إلى 105 جنيهات في المزرعة بنسبة تراجع تصل إلى 35%، فيما بلغ سعر كيلو الفراخ نحو 58 جنيهًا، بينما تراوح سعر الكتكوت بين 10 و18 جنيهًا.

وأوضح الزيني أن هذا الانخفاض يعود بشكل رئيسي إلى زيادة الإنتاج وتدفق الدورات الجديدة للبيض والدواجن، حيث من المتوقع أن يصل إنتاج البيض إلى 16 مليار بيضة بنهاية العام، والفراخ إلى 1.6 مليار دجاجة بزيادة تتراوح بين 25 و30% مقارنة بالعام الماضي.
الفائض وتأثيره على المربين
وأشار الزيني إلى أن منحنى الإنتاج في تصاعد مستمر، مما يجعل الفراخ سلعة طازجة تطرح يوميًا في الأسواق، وهو ما يؤدي إلى فائض محلي، مضيفًا أن هذا التراجع في الأسعار يصب في صالح المستهلك، لكنه يشكل عبئًا على المربين الذين يعانون من ارتفاع تكلفة الإنتاج، والتي تصل إلى نحو 66 جنيهًا للكيلو، مما يضع بعضهم أمام مخاطر الخسارة.
ولفت نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، إلى ضرورة دعم الدولة للمنتج المحلي، خاصة مع زيادة تكاليف الوقود والأعلاف، لضمان استمرارية النشاط وإتاحة الفرص لتحقيق أرباح معقولة.

انخفاض الأسعار لا يعكس ضعف الطلب
ومن جانبهم، أكد عدد من المزارعين والتجار أن انخفاض الأسعار حاليًا لا يعكس بالضرورة ضعف الطلب، بل يأتي نتيجة ارتفاع المعروض في الأسواق ومحدودية القوة الشرائية للمواطنين في بعض المحافظات. وأوضحوا أن تكلفة الأعلاف والأدوية البيطرية والخدمات المرتبطة بتربية الدواجن زادت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يزيد من الضغوط على المزارعين ويهدد استقرار الإنتاج.

توقعات الأسعار خلال الفترة المقبلة
ويرى خبراء قطاع الدواجن أن انخفاض الأسعار قد يكون إيجابيًا مؤقتًا للمستهلك، لكنه يحمل تحذيرًا من أزمة محتملة إذا توقف عدد كبير من المزارع عن الإنتاج نتيجة الخسائر، مما قد يؤدي لاحقًا إلى موجة ارتفاع جديدة في الأسعار، وأكدوا أن السوق يحتاج إلى توازن بين المعروض والطلب، مع وضع سياسات دعم للمربيين، لضمان استمرارية سلسلة الإمداد وتحقيق الأمن الغذائي في مصر.


