العقيدة أساس الوعي.. ندوة علمية للطلاب الوافدين بالأزهر
في إطار جهود جامعة الأزهر الشريف لتعزيز الوعي الديني والثقافي بين الطلاب الوافدين، نظمت كلية العلوم الإسلامية والعربية سلسلة ندوات علمية بعنوان: "الإسلام حضارة بين التأصيل والمعاصرة واستشراف المستقبل".
وجاءت أحدث هذه الندوات صباح اليوم لتسلط الضوء على الدور المحوري للعقيدة في بناء وعي الطلاب، عبر محاضرة قدمها الدكتور حسن خليل، الأمين العام المساعد للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية، بعنوان "العقيدة أساس بناء الوعي رؤية تأصيلية"
رعاية رسمية وحضور مميز
شهدت الندوة حضور عدد من كبار المسؤولين ورموز الأزهر، برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة أ.د. سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وأ.د. نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين وعميدة الكلية.
عُقدت الفعالية في قاعة الإمام الطيب بالكليّة، بحضور الطلاب الوافدين وأعضاء هيئة التدريس، ما أضفى أجواء علمية حيوية وبيئة تفاعلية لتبادل المعرفة والخبرات.
العقيدة بوصفها ركيزة الوعي الفردي والمجتمعي
أكد الدكتور حسن خليل أن العقيدة تمثل الأساس المتين للوعي الفردي والمجتمعي، مشيراً إلى أن الفهم السليم للعقيدة لا يقتصر على الجانب النظري، بل يمتد ليشكل منهج حياة يوجه السلوكيات والقيم.
وأوضح أن العقيدة تعمل كمنظومة متكاملة تمكّن الطالب من مواجهة التحديات المعاصرة، وتوازن بين الأصالة والانفتاح الواعي على التجديد، لتصبح أداة فعالة لاستشراف المستقبل.
الربط بين النصوص الشرعية والحياة اليومية
تناولت المحاضرة كيفية تطبيق أسس العقيدة الإسلامية في الحياة اليومية للطلاب، مؤكداً أن هذه التطبيقات تمنح الطلاب القدرة على اتخاذ قرارات سليمة في دراستهم وحياتهم العملية والاجتماعية.
وأشار الدكتور خليل إلى أن الفهم العميق للعقيدة يتيح للطلاب مواجهة تحديات العصر، سواء كانت فكرية، علمية، أو اجتماعية، بطريقة واعية ومتزنة، تعزز من قدرتهم على الاستفادة من علومهم الأكاديمية دون الانجراف وراء المغريات أو الإغراءات السطحية.
تفاعل الطلاب وأسئلة حيوية
أبدى الطلاب اهتماماً كبيراً بالمحاضرة، وطرحوا أسئلة حول كيفية تطبيق العقيدة في حياتهم العملية والأكاديمية، بما يعكس رغبتهم في تحويل المعرفة النظرية إلى سلوكيات يومية عملية.
أجاب الدكتور خليل عن استفساراتهم بأسلوب علمي واضح، موضحاً أهمية الموازنة بين الفهم التأصيلي للعقيدة والانفتاح على مستجدات العصر، مما عزز قدرتهم على تطبيق المفاهيم الإسلامية بشكل عملي ومؤثر.
أهداف الندوة ورسالتها التعليمية
تسعى هذه الندوة ضمن سلسلة المبادرات العلمية للطلاب الوافدين إلى تمكينهم من فهم الإسلام كحضارة متكاملة، تجمع بين أصالتها وعمقها التأصيلي من جهة، وانفتاحها على المعاصرة من جهة أخرى.
وأكد الدكتور خليل أن مثل هذه اللقاءات العلمية تسهم في تعزيز ثقافة الحوار بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وتتيح مناقشة القضايا الفكرية والشرعية المعاصرة، بما يدعم بناء جيل واعٍ ومثقف قادر على تطبيق العقيدة في سلوكه اليومي.