كاتب أمريكي يكشف لتفصيلة: ترامب يهدد أمريكا اللاتينية بعصا الحرب ويطارد ثرواتها تحت ذريعة المخدرات
يشهد الملف اللاتيني توترات متصاعدة بين واشنطن وعدة عواصم في المنطقة، بينما تزداد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حدّة وإشاراته العسكرية وضغوطه السياسية.
في هذا السياق، قدّم الكاتب السوري الأمريكي ستيفن صهيوني لـ"تفصيلة" قراءة معمقة لطبيعة التحركات الأمريكية، وكشف الخلفيات الحقيقية وراء خطاب ترامب، ورؤيته للأطماع الاقتصادية والجيواستراتيجية، إضافة إلى توقعاته لمسار العلاقة بين أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية.
تصعيد ترامب يفتح باب المواجهة
يشير ستيفن صهيوني إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة توحي بوجود تطور كبير وربما اصطدام في مسار الوساطة بين واشنطن وكاراكاس.
يؤكد أن الإدارة الأمريكية تعمل على رفع مستوى الضغط على فنزويلا لفرض تنازلات عميقة على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، موضحا أن طموح ترامب الحقيقي يرتبط بالثروات الطبيعية التي تمتلكها فنزويلا، وعلى رأسها النفط، باعتبارها إحدى أغنى دول العالم في هذا القطاع.
ذريعة المخدرات كغطاء للهيمنة
يفسر صهيوني لجوء ترامب إلى استخدام ملف المخدرات بأنه محاولة لتسويق الموقف الأمريكي أمام الداخل والخارج، رغم أن أزمة المخدرات في أمريكا اللاتينية ليست وليدة اللحظة.
كما يعتبر أن الرئيس الأمريكي يستغل هذه الحجة لتمرير مشروع السيطرة على الثروات الباطنية للشعب الفنزويلي، وتبرير التدخل في شؤون البلاد تحت ستار مكافحة التهريب والجريمة.
مساران متناقضان بيد ترامب
تصف قراءة صهيوني استراتيجية ترامب بأنها تقوم على مسارين متوازيين:
مسار سياسي عسكري يلوّح بالعملية العسكرية ويؤكد أن واشنطن جاهزة لتنفيذها في أي وقت.
ومسار تفاوضي يظهر استعداد ترامب للقاء مادورو والجلوس معه للتفاوض.
صهيوني يصف هذا الأسلوب بأنه محاولة لصناعة ضغط مضاعف يجمع بين التهديد والتقارب الظاهري، لتحصيل أكبر قدر من المكاسب السياسية.
مشروع أمريكي لإعادة تشكيل المنطقة
يؤكد صهيوني أن هدف ترامب يتجاوز حدود فنزويلا، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي يسعى إلى إسقاط الحكومة الفنزويلية الحالية وتسليم القيادة لجهة معارضة أكثر قرباً من واشنطن.
الكاتب الأمريكي يرى أن هذه الخطوة تمثل محوراً أساسياً في خطة أوسع لإعادة تشكيل الخريطة السياسية في أمريكا اللاتينية، على نحو يخدم المصالح الأمريكية ويضع المنطقة تحت قبضة واشنطن.
من فنزويلا إلى كولومبيا طريق ممتد
يقول صهيوني إن فنزويلا ليست المحطة الأخيرة، موضحا أن الطريق مفتوح أمام احتمالات التصعيد مع دول أخرى مثل كولومبيا، فضلا عن أن أمريكا اللاتينية عبر تاريخها رفضت الهيمنة الأمريكية وواجهت الإمبريالية في أكثر من محطة.
كما يشير صهيوني، إلى أن واشنطن تدرك هذا الرفض الشعبي والسياسي، لذلك تحاول استخدام أدوات جديدة لإخضاع المنطقة.
مواجهة مع الصين على أرض لاتينية
يشرح صهيوني أن الصراع لا يقف عند حدود النفط أو الخلافات السياسية، بل يدخل في إطار مواجهة كبرى مع الصين.
ويرى أن بكين تعمل على التغلغل اقتصادياً وسياسياً في أمريكا اللاتينية، وأن ترامب يريد قطع الطريق على تمددها.
صهيوني، يعتبر أن الرئيس الأمريكي يرى في السيطرة على هذه المنطقة جزءاً من الأمن القومي للولايات المتحدة، إضافة إلى نهب الثروات من نفط وغاز وزراعة.
ذريعة مختلفة لكل دولة
يؤكد صهيوني أن ترامب يغيّر حجته حسب الدولة المستهدفة، لكن الهدف واحد.
يوضح صهيوني، أن المكسيك واجهت حجة الهجرة غير الشرعية، ما دفع ترامب لبناء جداره الشهير وفرض رسوم مرتفعة، فنزويلا تواجه اتهام التورط في تهريب المخدرات، وكولومبيا قد تُتهم بذريعة جديدة عندما يحين دورها.
يقول الكاتب الأمريكي إن الأسلوب واحد: خلق ذريعة ثم فرض العقوبات ثم محاولة إسقاط الحكومات.
العقوبات أداة لإسقاط الأنظمة
يصف صهيوني سياسة العقوبات بأنها سياسة تجويع تهدف إلى إسقاط الأنظمة المناهضة للولايات المتحدة وخلق فوضى داخلية منظمة.
كما يربط هذه السياسة بفكرة "الفوضى الخلاقة" التي تُستخدم في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، موضحاً أن الولايات المتحدة تبني منظومات داخل الدول المستهدفة لتسهيل إسقاط الأنظمة.
تهديدات حرب تهز القارة
يتحدث صهيوني عن تصعيد خطير في الخطاب الأمريكي، حيث يهدد ترامب بضرب المكسيك وكولومبيا وفنزويلا.
كما يوضح أن الرئيس الأمريكي يستخدم لغة قوية ليظهر استعداده للحرب وأن "لا أحد يمكنه إيقاف القوات الأمريكية".
رغم ذلك يرى صهيوني أن الخطاب العسكري يهدف في جزء كبير منه إلى الضغط السياسي وليس التنفيذ الفعلي.
شعوب أمريكا اللاتينية على خط المواجهة
يشير صهيوني إلى أن الشعوب اللاتينية لن تقبل بسيطرة أمريكية جديدة، وأن أي عمل عسكري سيشعل المنطقة.
كما يضيف أن ملايين الأشخاص من أصول لاتينية داخل الولايات المتحدة قد يتحركون رفضاً لأي عدوان على بلدانهم الأصلية، ما يهدد الأمن الداخلي الأمريكي ويجعل قرار الحرب مكلفاً للغاية.
تحالفات دولية تلوح في الأفق
يؤكد صهيوني أن دولاً مثل روسيا والصين ستقف بقوة ضد أي تدخل عسكري أمريكي في أمريكا اللاتينية.
كما يرى أن تجاوز واشنطن للخطوط الحمراء سيقود إلى بناء تحالف دولي مضاد، ما يجعل أي مغامرة عسكرية خطوة محفوفة بالمخاطر على المستوى العالمي.
سيناريو النهاية ضغط بلا حرب
يختم صهيوني تحليله بأن ترامب يعتمد التهديد العسكري كوسيلة ضغط لا أكثر، مؤكدًا أن أي هجوم مباشر سيطلق شرارة حرب طويلة لن تتمكن الولايات المتحدة من إخمادها بسهولة، ما يجعل احتمال الحرب ضئيلاً مقابل استمرار الضغوط السياسية والاقتصادية.

