رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

تصعيد وراء الأبواب المغلقة: البنتاجون يقدم لترامب خططاً لضربات عسكرية محتملة ضد فنزويلا

خطة أمريكية لضرب
خطة أمريكية لضرب فنزويلا

توتر جديد يخيم على أجواء البيت الأبيض بعد تقارير إعلامية كشفت عن مناقشات عسكرية أميركية تستهدف فنزويلا. 

تحركات داخلية وصمت رسمي يوحيان بأن إدارة ترامب تدرس خطوات جريئة قد تغيّر ملامح العلاقة المتوترة بين واشنطن وكاراكاس.

خطط عسكرية على مكتب ترامب

مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الأميركية قدموا للرئيس دونالد ترامب خططاً محدثة لعمليات عسكرية محتملة ضد فنزويلا، وفق ما أفادت به شبكة CBS News. 

الخيارات تضمنت سيناريوهات لشن ضربات برية محدودة، في إطار نقاش متجدد داخل الإدارة الأميركية حول كيفية التعامل مع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو التي تعتبرها واشنطن خصماً سياسياً وعنصراً مزعزعاً للاستقرار في أميركا اللاتينية.

الإحاطة التي جرت في البيت الأبيض شهدت حضور شخصيات بارزة مقربة من ترامب، أبرزهم وزير الدفاع بيت هيجسيث ورئيس هيئة الأركان جاري كين، حيث تناولا التطورات الميدانية في فنزويلا وطرحا البدائل العسكرية الممكنة.

خيارات عسكرية دقيقة دون تدخل واسع

مصادر مطلعة أكدت أن العرض شمل مراجعة شاملة لقدرات الجيش الأميركي على تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف عسكرية أو لوجستية داخل فنزويلا، مع الحرص على تجنّب الانزلاق إلى حرب مفتوحة أو تدخل واسع النطاق.

الأجهزة الاستخباراتية الأميركية لعبت دوراً رئيسياً في إعداد هذه السيناريوهات، إذ زودت مؤسسات القرار بالمعلومات والتقارير حول الوضع الأمني والقدرات الدفاعية لفنزويلا. 

غير أن مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد لم تشارك في المناقشات بسبب عودتها من رحلة خارجية، فيما كان وزير الخارجية ماركو روبيو في كندا لحضور اجتماعات وزراء خارجية مجموعة السبع.

تحركات بحرية في الكاريبي

في موازاة النقاشات السياسية، دخلت حاملة الطائرات الهجومية "يو إس إس جيرالد فورد" نطاق مسؤولية القيادة الجنوبية الأميركية، المسؤولة عن العمليات في بحر الكاريبي وأميركا الجنوبية. 

هذه الخطوة جاءت ضمن عملية توسيع للوجود العسكري الأميركي قرب السواحل الفنزويلية، إذ تنضم الحاملة إلى أسطول من المدمرات والطائرات المقاتلة ووحدات العمليات الخاصة المنتشرة بالفعل في المنطقة.

مصادر دفاعية رأت في هذا التحرك رسالة ضغط استراتيجية تستهدف حكومة مادورو وتؤكد استعداد واشنطن لأي طارئ عسكري محتمل.

عمليات أميركية متواصلة ضد شبكات التهريب

خلال الشهرين الماضيين، نفذ الجيش الأميركي أكثر من 21 ضربة استهدفت سفناً قالت واشنطن إنها كانت تنقل المخدرات من أميركا الجنوبية نحو الولايات المتحدة. 

وأسفرت العمليات عن مقتل ما لا يقل عن 80 مهرباً مفترضاً، بينما أُلقي القبض على اثنين تمت إعادتهما إلى الإكوادور وكولومبيا، وأُفرج لاحقاً عن أحدهما لعدم كفاية الأدلة.

القيادة الجنوبية وصفت تلك الضربات بأنها جزء من "حملة مكافحة النفوذ الإجرامي المنظم"، وهي الحملة التي تمت مناقشتها أيضاً خلال قمة دفاعية عقدت في فورت واين بولاية إنديانا، حيث أثار هيجسيث ملف جهود إدارة ترامب ضد شبكات التهريب العابر للحدود.

خيارات ما تزال قيد الدراسة

ورغم النشاط العسكري اللافت، لم تتخذ الإدارة الأميركية أي قرار نهائي بتنفيذ عمل عسكري مباشر ضد فنزويلا. 

مصادر مطلعة أكدت أن الخطط ما تزال قيد الدراسة داخل البيت الأبيض ووزارة الدفاع، وأن النقاشات تتركز على التوازن بين الضغط السياسي والردع العسكري دون الدخول في مواجهة مفتوحة قد تجرّ المنطقة إلى أزمة أوسع.

البيت الأبيض لم يصدر أي تعليق رسمي حول التسريبات، إلا أن المراقبين يرون أن مجرّد طرح تلك السيناريوهات داخل أروقة السلطة الأميركية يعكس تحوّلاً في التفكير الاستراتيجي تجاه فنزويلا، وربما يمهد لمرحلة جديدة من التصعيد بين واشنطن وكاراكاس.

تم نسخ الرابط