أوروبا تدخل معركة اليوم التالي.. خطة لتدريب 3000 شرطي من غزة
تطورات أوروبية جديدة تفتح باباً واسعاً للتساؤل حول مستقبل الأمن في قطاع غزة، مع استعداد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمناقشة مقترح هو الأكبر من نوعه لتدريب قوة شرطية فلسطينية قبل إعادة نشرها داخل القطاع.
خطوة تأتي في خضم التنافس الدولي على تحديد ملامح اليوم التالي للحرب، وفي ظل غموض يحيط بمدى قدرة الأطراف على تنفيذ هذا المشروع الطموح.
خطة أوروبية تطرح نفسها على طاولة وزراء الخارجية
تبحث مؤسسات الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل وثيقة حساسة أعدتها الذراع الدبلوماسية للتكتل، تتضمن تفاصيل مقترح لتدريب ثلاثة آلاف شرطي فلسطيني من أبناء غزة، بهدف تجهيزهم لتولي مهام أمنية ميدانية لاحقاً داخل القطاع.
الوثيقة، التي اطلعت عليها رويترز، تمثل جزءاً من رغبة أوروبية متزايدة للعب دور مباشر في مرحلة إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
تفاصيل الخطة: تدريب مباشر وتجهيزات موسعة
توضح الوثيقة أن بعثة دعم الشرطة التابعة للاتحاد الأوروبي قد تتولى تنفيذ البرنامج، عبر تدريب نحو 3000 عنصر مُدرجين أصلاً على قوائم وظائف السلطة الفلسطينية.
كما تشير إلى نية الاتحاد استهداف تدريب القوة الكاملة التي تضم حوالى 13 ألف شرطي في قطاع غزة على مراحل لاحقة، ما يمثل أكبر تدخل أمني أوروبي في الملف الفلسطيني منذ تأسيس بعثات التكتل المدنية في المنطقة.
السياق السياسي: خطة ترامب وتأثيراتها
تأتي هذه الخطوة في إطار مناقشة النقاط العشرين الواردة في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بغزة، والتي وافقت إسرائيل وحركة حماس على مرحلتها الأولى في أكتوبر الماضي، بينما يبقى تنفيذ المراحل التالية محاطاً بقدر كبير من عدم اليقين.
الطرح الأوروبي يسعى، وفق الوثيقة، إلى دعم البنية الأمنية للسلطة الفلسطينية بما يتماشى مع الخطة الأميركية، مع مراعاة التوازنات السياسية بين أطراف الصراع.
بعثات أوروبية قد تتوسع
تدعو الوثيقة أيضاً إلى توسيع نطاق بعثتي الاتحاد الأوروبي المدنيتين العاملتين في الأراضي الفلسطينية، بحيث تشمل مهامهما الإشراف على إصلاحات جوهرية في قطاعي الشرطة والقضاء، إضافة إلى بحث إمكانية إعادة تفعيل بعثة مراقبة المعابر في رفح وتوسيع نطاقها لتشمل معابر أخرى في المستقبل.
غموض يلف مستقبل المبادرة
تلفّ المبادرة الأوروبية حالة من الضبابية، خاصة في ظل عدم وضوح مدى استعداد الأطراف الإقليمية للتجاوب معها، إضافة إلى التطورات المتسارعة داخل الأمم المتحدة.
روسيا قدمت أمس مسودة مشروع قرار بديل يتعلق بغزة، في خطوة تعكس مواجهة دبلوماسية متصاعدة مع واشنطن التي تسعى لتمرير نص يدعم خطة ترامب بشكل مباشر.
تُظهر المناقشات الأوروبية حجم السباق الدولي على صياغة مستقبل غزة الأمني والسياسي.
ورغم أن المقترح ما زال في مراحله الأولية، إلا أن اتحاده مع خطط أميركية وتنافس روسي يضع القطاع في قلب معادلة إقليمية ودولية معقدة، قد تحدد مسار السنوات المقبلة بشكل جذري.

