واشنطن تضرب أذرع إيران: عقوبات أميركية واسعة على شبكات إيرانية لشراء مكونات الصواريخ والمسيّرات
تصعيد أميركي جديد ضد القدرات العسكرية الإيرانية، مع إعلان وزارة الخزانة الأميركية فرض حزمة عقوبات ضخمة استهدفت عشرات الأفراد والكيانات داخل إيران وخارجها، بتهمة دعم برامج الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.
الخطوة تأتي ضمن مساعٍ لواشنطن لتضييق الخناق على شبكات التوريد العالمية التي تمد إيران بالتقنيات والمكونات الحساسة.
عقوبات أميركية تستهدف شبكات توريد معقدة
وزارة الخزانة الأميركية أكدت، في بيان رسمي، أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) فرض عقوبات على 32 فرداً وكياناً من إيران ودول أخرى، لدورهم في دعم البرامج العسكرية الإيرانية الخاصة بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
وتهدف هذه العقوبات إلى تعطيل سلاسل الإمداد التي تمكّن طهران من تطوير منظوماتها الهجومية، عبر منع حصولها على المواد الدافعة للصواريخ والمكونات الإلكترونية الحساسة وتقنيات الطيران العسكري.
شبكة MVM في صدارة المستهدفين
قائمة العقوبات تضمنت شبكة "MVM" التي لعبت دوراً محورياً في شراء مواد دافعة للصواريخ من الصين لصالح منظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية، وهي الجهة المسؤولة عن تطوير برامج التسليح الاستراتيجي داخل إيران.
واعتبرت واشنطن هذه الشبكة نموذجاً لآلية عمل النظام الإيراني في الالتفاف على القيود الدولية باستخدام شركات واجهة وعلاقات تجارية متعددة الجنسيات.
كيانات مرتبطة بفيلق القدس تحت المجهر
العقوبات شملت أيضاً شبكة "KIPAS" المرتبطة بـ"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، والمتخصصة في تصنيع المكونات والأنظمة الإلكترونية للطائرات المسيّرة.
هذه الشبكة، بحسب البيان الأميركي، تساهم في إنتاج أنظمة توجيه واتصال متطورة تُستخدم في طائرات مسيّرة شاركت في هجمات بالمنطقة ونُقلت إلى جماعات مسلحة موالية لإيران.
تورط شبكات صينية وتركية في دعم الصناعة الإيرانية
وزارة الخزانة كشفت كذلك عن شبكة صينية–تركية ساهمت في تزويد شركة "Mado" الإيرانية، المسؤولة عن إنتاج محركات طائرات "شاهد" المسيّرة، بمعدات وتقنيات محظورة.
هذه الطائرات تُعد من أبرز الأسلحة التي استخدمتها طهران ووكلاؤها في عدد من النزاعات الإقليمية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا وساحات أخرى في الشرق الأوسط.
تحديث العقوبات على ناقلات ومعدات حساسة
البيان الأميركي أشار إلى تحديث العقوبات المفروضة على سفينة تُدعى HONESTAR كانت تُستخدم لنقل معدات عسكرية دقيقة إلى إيران.
ووفق القرار الجديد، تُجمّد جميع الأصول التابعة للكيانات والأفراد المستهدفين داخل الولايات المتحدة، ويُمنع المواطنون والشركات الأميركية من التعامل معهم بشكل مباشر أو غير مباشر.
خطوة لتقييد قدرات إيران العسكرية
التحرك الأميركي يعكس استمرار النهج المتشدد ضد طهران، في وقت تتزايد فيه المخاوف من توسع نفوذها العسكري عبر المنطقة.
وترى واشنطن أن هذه الإجراءات ضرورية لعرقلة قدرات إيران على إنتاج وتصدير الطائرات المسيّرة التي تُستخدم في هجمات تهدد الأمن الإقليمي والدولي.

