اتهامات تهزّ أميركا اللاتينية.. إيران تنفي محاولة اغتيال سفيرة إسرائيل وتصفها بـ"الدعاية الكبرى"
اشتعلت الساحة الدبلوماسية بين إيران وإسرائيل وواشنطن بعد إعلان الولايات المتحدة إحباط محاولة إيرانية لاستهداف سفيرة إسرائيل لدى المكسيك.
ردّ إيران جاء سريعاً وقاطعاً عبر سفارتها في مكسيكو سيتي، التي وصفت الاتهامات بأنها "دعاية وإفتراء" يهدفان إلى ضرب العلاقات بين البلدين.
التوتر الجديد يضيف طبقة أخرى إلى صراع يتجاوز الشرق الأوسط لينتقل إلى ملعب أميركا اللاتينية، حيث تتقاطع المصالح الأمنية والاستخباراتية بين الدول الثلاث.
إيران تنفي المخطط وتصف الاتهامات بأنها “كذبة كبيرة”
أصدرت السفارة الإيرانية في المكسيك بياناً شديد اللهجة نفت فيه المزاعم الأميركية والإسرائيلية بشأن محاولة اغتيال السفيرة الإسرائيلية إينات كرانز نيجر.
أكد البيان أن الحديث عن المؤامرة "افتراءات إعلامية وكذبة كبيرة" تستهدف حسب وصفها "الإضرار بالعلاقات الودية والتاريخية بين المكسيك وإيران".
أعلنت السفارة رفضها القاطع لهذه الاتهامات، معتبرة أنها جزء من حملة سياسية تهدف لشيطنة إيران على الساحة الدولية.
الولايات المتحدة تكشف تفاصيل أولية عن عملية الإحباط
كشف مسؤول أميركي، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن المخطط أُحبط بالكامل ولا يشكل أي تهديد قائم في الوقت الحالي.
أوضح أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن العملية كانت جزءاً من جهود إيرانية لنقل صراعها مع إسرائيل إلى مناطق خارج الشرق الأوسط، في سياق حرب الظل الممتدة بين الطرفين.
يمثل الإعلان الأميركي فصلاً جديداً في الاتهامات الموجهة للحرس الثوري الإيراني بشأن التدخل في ملفات أمنية خارج حدوده.
تقارير إسرائيلية تربط العملية بالحرس الثوري الإيراني
ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الحرس الثوري كان يقف خلف محاولة الاغتيال، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية المكسيكية أحبطت المخطط قبل أشهر.
أفادت المصادر بأن قوة القدس التابعة للحرس الثوري هي الجهة التي بدأت تنفيذ العملية أواخر عام 2024 قبل أن يتم إيقافها خلال العام 2025.
أشار تقرير موقع "أكسيوس" إلى أن أحد أعضاء وحدة 11000 داخل الحرس الثوري قاد العملية، وهو عنصر سبق أن عمل في السفارة الإيرانية في فنزويلا وقام بتجنيد عملاء من عدة دول في أميركا اللاتينية لتنفيذ مهام استخباراتية.
تفاصيل عن منفذ العملية وشبكة العملاء في أميركا اللاتينية
أوضح مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أن المتورط الأساسي كان يدير شبكة تمتد عبر دول مثل فنزويلا وكولومبيا والمكسيك.
أظهرت التحقيقات أن العملية كانت تهدف لاستهداف السفيرة الإسرائيلية بشكل دقيق دون إثارة ضجة قد تربك البيئة الأمنية في المكسيك.
أكدت المصادر أن التعاون الأمني بين واشنطن ومكسيكو كان حاسماً في إحباط العملية قبل دخولها مرحلة التنفيذ النهائي.
تحركات دولية سابقة تربط إيران بعمليات خارج الحدود
سجّلت أستراليا موقفاً حاداً قبل أشهر عندما طردت السفير الإيراني بسبب تورط طهران وفق التحقيقات في حريقين متعمدين استهدفا كنيساً يهودياً ومطعماً يهودياً في سيدني وملبورن.
تعكس هذه الحوادث بحسب الخبراء اتساع رقعة المواجهة بين إسرائيل وإيران إلى مسارح عالمية عديدة، تشمل أميركا اللاتينية وآسيا وأوروبا.
المكسيك بين الحذر الدبلوماسي والموقف من حرب غزة
اختارت المكسيك نهجاً دبلوماسياً متوازناً منذ اندلاع الحرب في غزة.
دعمت مطالب التحقيق في الاتهامات الموجهة لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب، لكنها حافظت على علاقاتها الرسمية مع تل أبيب وامتنعت عن اتخاذ خطوات حادة كالتي تبنتها دول أميركية لاتينية أخرى.
يضع الاتهام الجديد المكسيك أمام اختبار جديد بين علاقاتها السياسية ومصالحها الأمنية.
تسلط القضية الضوء على تعقيدات الصراع بين إيران وإسرائيل وامتداده خارج المنطقة. بقاء الاتهامات دون اعتراف إيراني رسمي يزيد من غموض المشهد، بينما تواصل واشنطن وتل أبيب التأكيد على أن شبكات الحرس الثوري أصبحت أحد أبرز عوامل التوتر في أميركا اللاتينية.



