رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

إسرائيل تشعل جبهة الجنوب مجدداً.. غارات مفاجئة على صور بدعوى استهداف مخربين تابعين لحزب الله

إسرائيل تقصف جنوب
إسرائيل تقصف جنوب لبنان

تطورات ميدانية جديدة تعود لتثير التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بعدما نفّذت إسرائيل غارات جوية استهدفت أطراف مدينة صور جنوب لبنان، في خرق إضافي لاتفاق وقف النار المستمر منذ نهاية نوفمبر 2024. 

إعلان الجيش الإسرائيلي عن استهداف مخربين تابعين لحزب الله فجّر موجة تساؤلات حول مستقبل الهدنة، وحدود قدرة الأطراف على ضبط التصعيد، وسط مشهد سياسي وأمني مشحون يستبق تحولات كبرى داخل لبنان والمنطقة.

غارات إسرائيلية تعيد تسخين خطوط التماس

ضربات جوية إسرائيلية أصابت نقاطاً محيطة بمنطقة صور، وفق ما أكده المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الذي قال إن العملية استهدفت عناصر من حزب الله يعملون داخل ما وصفه بـ"بنية تحتية مرتبطة بوحدة البناء" التابعة للحزب. 

حديث أدرعي أشار إلى أن تلك البنية استُخدمت لإنتاج معدات تزعم إسرائيل أنها كانت موجهة لإعادة إعمار مواقع تم تدميرها خلال الحرب الأخيرة.

تصريحات الجيش الإسرائيلي جاءت متزامنة مع تحليق كثيف للمسيرات فوق الجنوب اللبناني ومحيط العاصمة بيروت، في مشهد بات شبه يومي منذ توقيع اتفاق وقف النار.

اتفاق وقف النار يترنح تحت ضغط الخروقات

اتفاق الهدنة المبرم في 27 نوفمبر 2024 بقيادة أميركية فرنسية شكل حينها انفراجة بعد مواجهة دامية استمرت عاماً كاملاً. 

الاتفاق نص على انسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطاني مسافة 30 كيلومتراً من الحدود، وتفكيك بنيته العسكرية في المنطقة، وحصر حمل السلاح بالأجهزة الرسمية اللبنانية.

غير أن الخروقات المتلاحقة أضعفت الثقة بالاتفاق، إسرائيل احتفظت حتى اللحظة بأكثر من خمس تلال استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، رغم أن بنود الاتفاق تلزمها بالانسحاب الكامل من جميع النقاط التي توغلت إليها خلال الحرب.

استمرار الغارات الجوية والهجمات المحدودة يؤكد أن الهدنة لم تنجح حتى الآن في فرض تهدئة مستقرة، بل باتت أشبه بترتيب هش قابل للانفجار مع أي خطأ محسوب أو غير محسوب.

الحكومة اللبنانية تتحرك لضبط السلاح والجنوب

قرار حكومي صدر في أغسطس 2025 بحصر السلاح بيد الدولة مثّل خطوة سياسية جريئة، إذ كلفت الحكومة الجيش اللبناني بتنفيذ هذا التوجه، وبسط انتشاره الكامل في الجنوب لضمان الالتزام ببنود اتفاق التهدئة.

انتشار الجيش ما زال قيد التوسع، فيما تراقب القوى الدولية قدرة الدولة اللبنانية على فرض سيطرة كاملة على الجنوب في ظل التوترات المستمرة والضغوط السياسية الداخلية.

مشهد ميداني مفتوح على احتمالات خطرة

تصعيد الغارات الإسرائيلية وتوسع دائرة الاستهداف في منطقة صور يضعان المشهد الأمني على حافة مرحلة جديدة، أي خطأ قد يعيد الاشتباك الواسع، خصوصاً في ظل اتهامات متبادلة بخرق الهدنة، وانعدام الثقة بين الطرفين.

ملف الجنوب يعود لصدارة الاهتمام الدولي، بينما ينتظر اللبنانيون ما إذا كانت الهدنة ستتماسك، أم أنها تتجه نحو انهيار تدريجي يعيد المنطقة إلى مربع المواجهة.

تم نسخ الرابط