نجاح فريق طبي بمستشفى السلام ببورسعيد في استئصال ورم ضخم وإعادة بناء جدار الصدر

أعلنت الهيئة العامة للرعاية الصحية، برئاسة الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة، عن نجاح فريق طبي بمستشفى السلام ببورسعيد – أحد مستشفيات الهيئة – في إجراء عملية جراحية دقيقة ونادرة لسيدة خمسينية، تضمنت استئصال ورم ضخم يزن ستة كيلوجرامات من جدار الصدر الأمامي مع إعادة بنائه.

وأوضح بيان الهيئة أن هذا الإنجاز يمثل نقلة نوعية جديدة، ويعكس قدرة مستشفيات الهيئة على التعامل مع الحالات الطبية النادرة والمعقدة وفق أحدث المعايير العالمية، مشيرًا إلى أن ما تحقق في هذه العملية يضع مستشفيات الهيئة في مصاف المراكز الطبية الكبرى عالميًا، وأن ما وصلت إليه الهيئة من تطور يعكس نجاح الدولة المصرية في بناء نظام صحي حديث يضاهي الأنظمة العالمية.

وأشار الدكتور أحمد السبكي إلى أنه تم إجراء أكثر من 235 ألف عملية وتدخل جراحي في مستشفيات الهيئة بمحافظة بورسعيد، منها عدد كبير من العمليات المتقدمة وذات المهارة الفائقة وفق أعلى معايير الجودة وبنسب نجاح عالمية، ما يعكس الإمكانات الهائلة التي تمتلكها الهيئة في تقديم خدمات طبية متطورة تلبي احتياجات المرضى في مختلف التخصصات.

ولفت رئيس الهيئة إلى أن هذا النجاح يأتي نتيجة الجهود المستمرة في تطوير القدرات البشرية داخل الهيئة، حيث تضم نخبة من الكفاءات الطبية المتميزة من استشاريين وأخصائيين وتمريض وفنيين، يتمتعون بخبرات عالية المستوى ويتلقون تدريبًا مستمرًا على أحدث البروتوكولات العلاجية وأخر المستجدات الطبية العالمية.

وأكد السبكي التزام الهيئة العامة للرعاية الصحية بتوفير أعلى مستويات الجودة في الرعاية الصحية لجميع المواطنين، وتقديم خدمات طبية متقدمة تتعامل مع الحالات الصحية النادرة والمعقدة، بما يضمن رضا المنتفعين ويحقق ثقتهم في منظومة التأمين الصحي الشامل، مشيرًا إلى أن تكلفة العملية خارج التغطية الصحية تصل إلى نصف مليون جنيه، بينما لم تتحمل المريضة سوى 482 جنيهًا فقط كنسبة مساهمة.

وتعود تفاصيل الحالة إلى استقبال مستشفى السلام للسيدة البالغة من العمر خمسًا وخمسين عامًا، والتي كانت تعاني من ورم ضخم في جدار الصدر بلغ حجمه 40×30 سنتيمترًا واستمر أكثر من ثمانية أشهر بعد رحلة طويلة من المعاناة تنقلت خلالها بين عدد من المستشفيات دون جدوى. 

وفور دخولها المستشفى، بادر الفريق الطبي بوضع خطة علاجية متكاملة انتهت بإجراء العملية بنجاح كامل، حيث تم استئصال الورم مع إعادة بناء القفص الصدري باستخدام أحدث التقنيات الطبية. وقد استغرقت العملية عدة ساعات متواصلة بمشاركة فريق طبي متعدد التخصصات في جراحة الأورام، والجراحة العامة، وجراحة التجميل، والتخدير، والعناية المركزة.

وغادرت المريضة المستشفى بعد أربعة أيام فقط من متابعة دقيقة بالعناية المركزة، وهي في حالة صحية مستقرة، وتخضع حاليًا لبرنامج متابعة مستمر للاطمئنان على حالتها وضمان تعافيها الكامل. ويُعد هذا التدخل من العمليات النادرة والمعقدة نظرًا لضخامة الورم وموقعه الحساس.

وضم الفريق الطبي نخبة من الخبراء في تخصصات متعددة، حيث شمل قسم جراحة القلب والصدر: الدكتور أمير البسطويسي استشاري ورئيس قسم جراحة القلب والصدر بمستشفى النصر التخصصي، والدكتور فتوح علاء الدين استشاري ومدرس جراحة القلب والصدر، والدكتور محمود عمار استشاري جراحة الأورام بمجمع الشفاء الطبي، والدكتور محمد الحسيني أخصائي جراحة القلب والصدر. 

ومن قسم التخدير: الدكتور مينا كارميل استشاري التخدير، وضم طاقم التمريض كلًا من الأستاذة دعاء السيد فتحي والأستاذة ندى محمد أحمد، الذين أسهموا جميعًا في تحقيق هذا النجاح بروح الفريق الواحد.

من جانبه، ثمن الدكتور أحمد السبكي جهود الفرق الطبية والتمريضية، مؤكدًا أن نجاح هذه العملية يبرهن على أن الهيئة تسير بخطوات ثابتة نحو ترسيخ نموذج صحي مصري بمعايير عالمية يضع حياة المواطن على رأس الأولويات، ويثبت أن مشروع التأمين الصحي الشامل لم يعد حلمًا بل أصبح واقعًا يلمسه كل مريض على أرض مصر.