رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

جيل Z.. حين يتحول الإعجاب إلى اشمئزاز في لحظة

جيل Z
جيل Z

يبدو أن الشعور بالاشمئزاز لم يعد مجرد رد فعل عابر لدى جيل Z، بل أصبح ظاهرة متكررة تشكّل جزءًا من ثقافة العلاقات الحديثة. 

في عالمٍ رقمي صُمّم ليكون مثاليًا، تحوّلت أبسط الملاحظات أو التصرفات الصغيرة إلى أسباب كافية لإنهاء علاقة محتملة قبل أن تبدأ.

في لحظة، قد يبدو الطرف الآخر مثالياً  يرسل الزهور، يكتب رسائل طويلة، ويُضحكك بلا توقف، ولكن في اللحظة التالية، قد يرسل رمزًا تعبيريًا "محرجًا" أو يتحدث بطريقة لا تروق لك، فينقلب الإعجاب إلى نفورٍ تام، وكأن مفتاحًا داخليًا قد انطفأ بلا رجعة.

تقول الكاتبة بحسب Indian express : "أعترف أنني واحدة من هؤلاء، هناك تفاصيل بسيطة تجعلني أفقد الاهتمام فورًا: المضغ بصوت مرتفع، أو حتى الشرح الممل. ومع مرور الوقت، أدركت أن كل أصدقائي لديهم أيضًا ‘قائمة اشمئزاز‘ خاصة بهم."

لكن ما السبب وراء دقة جيل Z المفرطة في اختياراته؟ ولماذا أصبح الإحساس بالاشمئزاز بهذه السرعة ظاهرةً جماعية؟

يرى الخبراء أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب الدور الأكبر، فجيل Z نشأ وسط صورٍ مثالية ومقاطع مصقولة على “إنستجرام” و“تيك توك”، ما جعله يسعى إلى نسخة مثالية من الذات والآخرين على حد سواء. أي تصرّف بسيط لا ينسجم مع هذا الوهم المثالي يكفي لتبخّر الإعجاب.

كما أن “فرط التحفيز الرقمي” جعل هذا الجيل يطبّق سلوك “التمرير السريع” في حياته العاطفية. 

فكما يمرر المستخدمون على المحتوى الذي لا يعجبهم خلال ثوانٍ، يفعلون الأمر ذاته في العلاقات  ما أن يظهر سلوك لا يرضيهم، حتى ينتقلوا إلى “الخيار التالي” بسهولة.

وفي ظل وفرة الخيارات التي توفرها تطبيقات المواعدة والمنصات الاجتماعية، لم يعد الارتباط مسألة صبرٍ أو تفاهم، بل عملية بحث عن "الكمال"، مهما كان هذا الكمال بعيدًا عن الواقع.

بهذه الطريقة، يعكس “وباء الاشمئزاز” أزمة أعمق  ليست في العلاقات فحسب، بل في نظرتنا إلى الذات، وإلى ما نعتبره جديرًا بالحب.

تم نسخ الرابط