رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

جدري القرود يعود بنسخة متحورة.. ماذا نعرف عن سلالة Ib؟

جدري القرود
جدري القرود

أطلقت منظمة الصحة العالمية (WHO) تحذيرًا جديدًا بعد رصد سلالة الجدري من النوع Ib في 42 دولة حول العالم، بعد أن كان الفيروس محصورًا لسنوات في مناطق محدودة بوسط وغرب أفريقيا.


وباتت السلالة الجديدة تظهر الآن في أوروبا وآسيا والأمريكتين، مما يثير قلق الخبراء من احتمالية تحوّلها إلى تهديد عالمي ناشئ.

ووفقًا لبيانات المنظمة، فقد تم تسجيل أكثر من 3100 إصابة مؤكدة و12 وفاة بحلول سبتمبر 2025، مع ارتفاع ملحوظ في كينيا وليبيريا والبرتغال وإسبانيا.
 

ويشير خبراء الصحة إلى أن الانتقال المجتمعي للفيروس في دول لم يسبق أن شهدت تفشيًا مشابهًا، يمثل تطورًا مقلقًا يستدعي المراقبة الدقيقة.

 ما هو فيروس جدري القرود من النوع Ib؟

ينتمي الفيروس المعروف باسم جدري القرود (Mpox) إلى عائلة الفيروسات الجدرية، القريبة من فيروس الجدري الذي تم القضاء عليه عالميًا.
ويصنّف إلى نوعين رئيسيين:

النوع I: كان سائدًا في وسط أفريقيا.

النوع II: ارتبط بتفشي المرض الذي شهدته دول عدة عام 2022.


أما النوع Ib فهو فرع جيني مشتق من النوع الأول، ورغم عدم وجود دليل على أنه أكثر فتكًا، إلا أن سرعة انتشاره عبر القارات تثير المخاوف من قدرته على التكيّف والانتقال بصمت بين البشر، حتى في الدول غير الموبوءة سابقًا.


كيف ينتقل فيروس جدري القرود بين الناس؟

يحدث الانتقال أساسًا عبر:

الاحتكاك المباشر بجلد أو سوائل المصاب.

الرذاذ التنفسي أثناء المخالطة القريبة.

الأسطح الملوثة مثل أغطية السرير والمناشف.


وفي أحدث موجات الانتشار، رُصدت إصابات في بيئات مجتمعية ضيقة، بما في ذلك بين الرجال المثليين، على غرار تفشي السلالة 2b عام 2022.

ورغم هذه التطورات، أكدت منظمة الصحة العالمية أن الخطر على عامة السكان لا يزال منخفضًا، مشددة على أهمية كسر سلاسل العدوى بسرعة لتفادي تفش أوسع.

جدري القرود 
جدري القرود 

 لماذا تثير السلالة Ib القلق الآن؟

تكمن خطورة السلالة الجديدة في قدرتها على الانتشار في بلدان بعيدة عن موطنها الأصلي، دون وجود سجل سفر إلى أفريقيا.
هذا النمط من الانتقال يُعد جرس إنذار للمراقبة العالمية، إذ يشير إلى إمكانية انتشار الفيروس بشكل خفي داخل مجتمعات غير مؤهلة للكشف السريع أو العزل الفوري.

كما يحذر خبراء الأوبئة من أن تشابه أعراض السلالة Ib مع أمراض جلدية أخرى قد يؤدي إلى تأخر التشخيص وازدياد فرص العدوى.


 الأعراض التي يجب الانتباه لها

توصي منظمة الصحة العالمية بمراجعة الطبيب فور ظهور أي من الأعراض التالية:

الحمى والقشعريرة (تستمر عادة من يومين إلى ثلاثة أيام).

طفح جلدي أو بثور مؤلمة تبدأ كبقع حمراء ثم تتقشر، وتظهر غالبًا على الوجه أو اليدين أو الأعضاء التناسلية أو الفم.

تضخم الغدد اللمفاوية، وهي علامة مميزة تفرق بين الجدري المائي وأمراض جلدية أخرى.

آلام العضلات والتعب العام.

التهاب الحلق أو الصداع، وقد تسبق الطفح الجلدي.

 

 الوقاية خير من العدوى

تشدد منظمة الصحة العالمية على أن الالتزام بالعادات الصحية البسيطة يظل خط الدفاع الأول ضد انتشار المرض:

تجنب الاحتكاك المباشر مع أي شخص يُعاني من طفح جلدي غير مبرر.

الحرص على غسل اليدين بانتظام.

متابعة تحديثات السلطات الصحية المحلية والدولية.

انتشار سلالة الجدري Ib يمثل تذكيرًا بأن الأوبئة لا تعرف حدودًا، وأن الاستعداد المسبق والمراقبة الدقيقة يظلان السبيل الأمثل لتفادي أزمة صحية جديدة.
 

حتى الآن، تبقى مستويات الخطر منخفضة، لكن الرسالة واضحة: العالم لا يستطيع التهاون في مواجهة الفيروسات المتحورة.

تم نسخ الرابط