مركز العاصمة للسياسات بالخرطوم لـ«تفصيلة»: السودان يتجه شرقًا بعد خذلان الغرب والجيش يستعد لهجوم شامل ضد المليشيا
تشهد الساحة السودانية تصعيدًا غير مسبوق مع اقتراب القوات المسلحة من تغيير استراتيجيتها العسكرية، وسط تعبئة شعبية واسعة ضد مليشيا الدعم السريع.
وفي تصريحات خاصة لموقع تفصيلة، كشف المحلل السياسي ومدير مركز العاصمة للدراسات السياسية في الخرطوم، الدكتور حسن دنقس، عن تحولات كبرى في الميدان والدبلوماسية السودانية، مؤكدًا أن البلاد وصلت إلى مرحلة “لا عودة” في معركتها من أجل البقاء والحفاظ على أمنها القومي.
تعبئة شاملة واستعدادات قصوى للجيش السوداني
أكد دنقس أن حالة التعبئة العامة تسود الشارع السوداني في مواجهة ما وصفه بـ«الصلف العدواني» لمليشيا الدعم السريع.
وأوضح أن القوات المسلحة رفعت جاهزيتها القتالية إلى أقصى طاقتها استعدادًا لمرحلة جديدة من المواجهة.
وأضاف أن الجيش يستعد لتنفيذ هجمات متتالية على تمركزات المليشيا في ولايات كردفان وغيرها، مؤكدًا أن القيادة العسكرية اتخذت قرارًا استراتيجيًا بالانتقال من الدفاع إلى الهجوم في جميع أنحاء البلاد.
تحوّل دبلوماسي نحو الشرق بعد فقدان الثقة بالغرب
أشار دنقس إلى أن الحكومة السودانية فقدت ثقتها تمامًا في الولايات المتحدة ودول الغرب، مؤكدًا أن الخرطوم باتت تنظر بجدية إلى خيار التحالف مع روسيا ودول الشرق، في محاولة لإعادة التوازن إلى موازين القوى في المنطقة.
وأوضح أن هذا التوجه قد يثير حفيظة بعض دول الجوار، لكنه شدد على أن السودان “لم يعد لديه ما يخسره” في سبيل الحفاظ على أمنه القومي.
خذلان غربي وتراجع دور المنظمات الإقليمية
لفت المحلل السوداني إلى أن الحكومة السودانية “غازلت الغرب كثيرًا وقدمت تنازلات مؤلمة”، لكنها لم تحصد إلا الخذلان والوعود الفارغة.
وأكد أن الشعب السوداني يقف اليوم خلف حكومته في التوجه شرقًا، بعد أن فشلت المنظمات الإقليمية والدولية وعلى رأسها الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية في ترجمة بياناتها إلى أفعال حقيقية على الأرض.
مجازر الدعم السريع وملف التصنيف الإرهابي
كشف دنقس أن مليشيا الدعم السريع ارتكبت جرائم تطهير عرقي واغتيالات جماعية منذ دخولها مدينة الفاشر، حيث تجاوز عدد الضحايا ثلاثة آلاف قتيل بحسب مرصد العاصمة للدراسات السياسية والاستراتيجية.
وطالب بتصنيف المليشيا كـ«منظمة إرهابية»، مؤكدًا أن ما ارتكبته من فظائع يمثل تهديدًا مباشرًا للوجود السوداني ووحدة البلاد.
مصر.. السند الوحيد في العاصفة
اختتم دنقس حديثه بالتأكيد على أن مصر كانت الدولة الوحيدة التي وقفت بجانب السودان في محنته الحالية، بينما “تآمر الجميع عليه” رغم أنه مد يد العون للدول العربية وحركات التحرر الأفريقية.
وقال إن السودان اليوم يقاتل ليس فقط دفاعًا عن أرضه، بل دفاعًا عن كرامة الأمة السودانية ومستقبلها في وجه مليشيا لا تعرف سوى الدمار والفوضى.
في تصريحات حصرية لموقع تفصيلة، المحلل السوداني د. حسن دنقس يكشف عن تعبئة شاملة للجيش السوداني وهجمات وشيكة ضد مليشيا الدعم السريع، ويتحدث عن التحول الدبلوماسي نحو الشرق بعد خذلان الغرب ودور مصر كسند رئيسي في الأزمة.

