ترامب يعلن توقيع اتفاق السلام في كوالالمبور
ترامب: اتفاق سلام وشيك بين تايلاند وكمبوديا فور وصولي إلى ماليزيا
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تايلاند وكمبوديا ستوقعان اتفاق سلام تاريخياً فور وصوله إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور الأحد، مؤكداً أن التوقيع سيكون "الخطوة الأخيرة لإنهاء أحد أكثر النزاعات دموية في جنوب شرق آسيا خلال السنوات الأخيرة".
وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال" من على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" أثناء توجهه إلى ماليزيا، إن رئيس الوزراء التايلاندي أنوتين تشارنفيراكول طلب تأجيل مراسم التوقيع بسبب وفاة الملكة الأم، موضحاً أنه "سيكون جاهزاً عندما نهبط".
وأضاف الرئيس الأميركي: "للأسف، توفيت الملكة الأم لتايلاند. أتقدم بأحر التعازي لشعب تايلاند العظيم.، لإتاحة الفرصة أمام الجميع لحضور هذا الحدث الكبير، سنوقع اتفاق السلام فور وصولنا إلى كوالالمبور".
وفاة الملكة الأم تُؤجل التوقيع
أعلن القصر الملكي في تايلاند، الجمعة، وفاة الملكة السابقة سيريكيت، والدة الملك الحالي فاجيرالونغكورن وزوجة الملك الراحل بوميبول أدولياديج الذي حكم البلاد من عام 1946 حتى 2016، عن عمر ناهز 93 عاماً.
الخبر الذي هزّ تايلاند، دفع الحكومة إلى إعلان الحداد الوطني وتأجيل مشاركة رئيس الوزراء في قمة قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المقررة في ماليزيا.
وقال تشارنفيراكول للصحافيين: "ألغيت رحلتي إلى ماليزيا اليوم، لكن فيما يتعلق باتفاق السلام بين تايلاند وكمبوديا، فقد طلبت من الرئيس الأميركي ورئيس وزراء ماليزيا تأجيله إلى صباح الغد".
نزاع دموي على الحدود
ويأتي الإعلان عن الاتفاق بعد أشهر من الاشتباكات الحدودية العنيفة بين البلدين، والتي اندلعت في يوليو الماضي قرب المناطق المتنازع عليها، وأسفرت عن مقتل أكثر من 40 شخصاً وتشريد نحو 300 ألف مدني.
وبعد خمسة أيام من القتال، نجحت وساطة أميركية قادها ترامب في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن التوترات ظلت قائمة مع تبادل الاتهامات بين بانكوك وكمبوديا بانتهاك الهدنة أكثر من مرة.
ويرى مراقبون أن الاتفاق المرتقب في كوالالمبور يمثل اختراقاً دبلوماسياً مهماً من شأنه أن يعيد الاستقرار إلى المنطقة الحدودية، ويضع حداً لنزاع طال أمده وأرهق البلدين اقتصادياً وأمنياً.
وساطة أميركية تُعيد واشنطن إلى قلب آسيا
تُعد الوساطة الأميركية بين تايلاند وكمبوديا أحدث تحرك في إطار سياسة ترامب لإعادة حضور الولايات المتحدة في آسيا، في مواجهة النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة.
ويعتقد محللون أن نجاح واشنطن في تحقيق اتفاق سلام دائم بين الجارتين سيعزز مكانة ترامب كـ"صانع اتفاقات"، ويُعيد للدبلوماسية الأميركية دور الوسيط الفعّال في الأزمات الإقليمية.
ومن المقرر أن تُقام مراسم التوقيع في قصر المؤتمرات بالعاصمة الماليزية كوالالمبور بحضور قادة ماليزيا وكمبوديا وتايلاند، إلى جانب الوفد الأميركي، في مشهد يُرتقب أن يكون لحظة فارقة في تاريخ جنوب شرق آسيا، ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين.



