ترامب يصطدم بعقبات جديدة في طريق قمته مع بوتين: عرض روسي لإنهاء الحرب يثير انقساماً داخل واشنطن

تتزايد العقبات أمام طموح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عقد قمة مرتقبة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعدما كشفت وسائل إعلام أميركية عن خلافات حادة وتباينات في المواقف بشأن مستقبل الحرب في أوكرانيا.
ومع تصاعد التسريبات حول فحوى الاتصال الأخير بين الزعيمين، يبدو أن آمال التوصل إلى اتفاق سريع تتراجع وسط أجواء من الشك والريبة داخل أروقة البيت الأبيض.
تعثر جديد في التحضيرات للقمة المرتقبة
أفادت شبكة «سي إن إن» أن الترتيبات الجارية لعقد اجتماع رفيع المستوى بين الجانبين الأميركي والروسي واجهت تأجيلاً مفاجئاً، بعد أن أعلن ترامب بنفسه أنه اتفق مع بوتين على تنظيم لقاء بين كبار المستشارين في الأسبوع التالي.
وكتب الرئيس الأميركي على موقعه «تروث سوشيال» أن وزير الخارجية ماركو روبيو سيقود المحادثات الأولى باسم الولايات المتحدة، بمشاركة شخصيات أخرى لم تُعلن أسماؤها بعد.
لكن مسؤولاً في البيت الأبيض أكد للشبكة أن اللقاء المنتظر بين روبيو ونظيره الروسي سيرجي لافروف تم تأجيله مؤقتاً، دون توضيح الأسباب، بينما نقل مصدر مطلع أن الطرفين لم يتوصلا إلى تفاهم واضح حول سبل إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا.
تفاصيل مثيرة من الاتصال الأخير بين ترامب وبوتين
صحيفة «واشنطن بوست» كشفت تفاصيل جديدة عن الاتصال الهاتفي الذي جرى مؤخراً بين ترامب وبوتين، والذي تركز حول إمكانية وقف الحرب في أوكرانيا وفق شروط روسية محددة.
وبحسب تسريبات الصحيفة، عرض بوتين وقف العمليات العسكرية مقابل اعتراف كييف بسيطرة موسكو الكاملة على إقليم دونيتسك في الشرق الأوكراني، وهو مطلب يراه الكرملين أساسياً في أي تسوية مقبلة.
الصحيفة أوضحت أن بوتين أبدى استعداداً لتقديم تنازلات جزئية، تشمل التراجع عن أجزاء من منطقتي زابوروجيا وخيرسون، مقابل تثبيت السيطرة الروسية على دونيتسك بالكامل، ما اعتُبر مؤشراً على مرونة نسبية مقارنة بمواقفه السابقة.
تباينات داخل واشنطن وتوتر في المواقف الأوروبية
مراقبون في واشنطن وصفوا العرض الروسي بأنه محاولة جديدة لاختبار موقف الإدارة الأميركية، خصوصاً بعد إشارات من ترامب بأنه «منفتح على حلول واقعية» لإنهاء الصراع.
لكن مصادر في البيت الأبيض أكدت أن الموقف الرسمي لا يزال ثابتاً على ضرورة احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
في المقابل، نقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي بارز قوله إن كييف لن تعتبر المقترح الروسي تنازلاً حقيقياً، مشيراً إلى أن قبول فقدان دونيتسك سيُعد «هزيمة سياسية وعسكرية».
ضغوط أميركية على الوفد الأوكراني
الصحيفة أضافت أن مبعوث ترامب الخاص إلى الملف الأوكراني، ستيف ويتكوف، مارس ضغوطاً على الوفد الأوكراني خلال اجتماع عقد في واشنطن، في محاولة لدفعه نحو مناقشة المقترحات الروسية بجدية.
وتشير هذه التحركات إلى أن فريق ترامب يسعى إلى تسريع مسار التفاوض قبل أي لقاء مباشر بين الرئيسين، رغم المعارضة الشديدة داخل الكونغرس والبيت الأبيض.
ملف معقد يهدد آمال القمة
الملف الأوكراني يبدو اليوم أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، إذ تحاول موسكو فرض واقع ميداني جديد، فيما يسعى ترامب لإثبات قدرته على تحقيق اختراق دبلوماسي يُحسب له قبيل الاستحقاقات السياسية المقبلة.
ومع غياب الثقة بين الطرفين، يخشى مراقبون أن تتحول فكرة القمة المنتظرة إلى مجرد طموح مؤجل، يعكس عمق الانقسام داخل الإدارة الأميركية حول كيفية التعامل مع روسيا وإنهاء حرب استنزفت العالم منذ أكثر من ثلاث سنوات.