باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

الأزهر وجامعة القاهرة يوقعان بروتوكول تعاون لتحقيق أهداف رؤية مصر 2030

صورة من اللقاء
صورة من اللقاء

شهدت مشيخة الأزهر الشريف لقاءً رفيع المستوى جمع بين قمتين من قمم التعليم الجامعي في مصر، جامعة الأزهر وجامعة القاهرة، في خطوة جديدة نحو تعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي بين المؤسستين. اللقاء الذي ترأسه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بحضور الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، ونواب الجامعتين، جاء ليؤسس لمرحلة جديدة من التكامل العلمي والبحثي، تعكس روح الانفتاح والمسؤولية الوطنية في بناء مستقبل التعليم والبحث العلمي في مصر والعالم العربي.

الأزهر والقاهرة.. تاريخٌ مشترك وجذورٌ فكرية عميقة

استهل فضيلة الإمام الأكبر حديثه بالتأكيد على عمق العلاقات التاريخية التي تربط الجامعتين، مشيرًا إلى أن التعاون بين الأزهر والقاهرة ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لمسيرة من الشراكة الفكرية والعلمية التي صنعت ملامح النهضة المصرية الحديثة.

وأكد فضيلته أن الجامعتين تمثلان جناحين رئيسيين في مسيرة الفكر المصري والعربي؛ فالأزهر الشريف بما يحمله من إرث علمي وروحي عريق، وجامعة القاهرة بما تمثله من منبرٍ للبحث العلمي والحداثة، يجتمعان في هدفٍ واحد هو خدمة الإنسان وبناء العقل المستنير القادر على فهم واقعه ومواجهة تحديات العصر.

وقال الإمام الأكبر في كلمته:

“لا حلَّ فيما انفرط من عِقدِ حضارتنا سوى الانطلاق من تراثنا الإسلامي العريق، والاستناد إلى هذا التاريخ الواسع في أفق المستقبل والمعاصرة”.

مؤكدًا أن النهوض بالبحث العلمي لا يتحقق إلا من خلال الجمع بين الأصالة والمعاصرة، والتكامل بين القيم التراثية والتطور التكنولوجي، في سبيل بناء نموذجٍ حضاري قادر على تحقيق التنمية المستدامة ومواكبة التغيرات العالمية.

النهضة العلمية.. مسؤولية الجامعات نحو الأمة

وشدد فضيلة الإمام الأكبر على أن الجامعات المصرية والعربية تتحمل مسؤولية تاريخية في قيادة مسار التطور العلمي، داعيًا إلى تضافر الجهود وتكامل الأدوار بين المؤسسات التعليمية والبحثية.
وأوضح أن الأزهر الشريف ينظر إلى العلم باعتباره رسالة إنسانية قبل أن يكون وسيلة مادية للترقي، مستشهداً بحديث النبي ﷺ:

"طلب العلم فريضة على كل مسلم"، ليؤكد أن خدمة الإنسان والمجتمع لا تنفصل عن رسالة التعليم والتنوير.

كما شدد على ضرورة الإفادة القصوى من التقنيات الحديثة في دعم البحث العلمي، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا يمكن أن تكون وسيلة فعالة في ربط المعرفة النظرية بالتطبيق العملي، مما يفتح آفاقًا جديدة للابتكار والإبداع في شتى المجالات.

جامعة القاهرة.. تقدير للأزهر وجهوده في نشر السلام

من جانبه، عبّر الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، عن بالغ سعادته بلقاء فضيلة الإمام الأكبر، مشيدًا بدور الأزهر الشريف في نشر الصورة الصحيحة عن الإسلام، وتعزيز قيم التسامح والأخوّة بين الشعوب.
وقال رئيس الجامعة:

“نعتز بالأزهر الشريف كمنارة علمية عالمية، ومؤسسة رائدة في صناعة الفكر الوسطي ونشر قيم السلم والرحمة في العالم”

وأكد حرص جامعة القاهرة على تطوير جسور التعاون مع جامعة الأزهر في مختلف المجالات العلمية والثقافية، من خلال تبادل الزيارات الأكاديمية، وتنظيم المؤتمرات والبحوث المشتركة، بما يسهم في إثراء التجربة التعليمية وتوسيع قاعدة المعرفة.

وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من التنسيق بين الجامعتين عبر مشاريع بحثية تخدم أولويات التنمية الوطنية وتدعم الخطط الاستراتيجية للدولة المصرية.

شهد فضيلة الإمام الأكبر توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين جامعتي الأزهر والقاهرة، وقّعه الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة.
ويهدف البروتوكول إلى تنفيذ مشروعات علمية وبحثية مشتركة، بما يتماشى مع أجندة مصر 2030 للتنمية المستدامة، وتعزيز الدور المجتمعي للجامعات المصرية في خدمة المناطق الأكثر احتياجًا.

وتضمن الاتفاق مجموعة من البنود أبرزها:

التعاون مع القطاع الصناعي لتطوير الأبحاث التطبيقية وربطها بمتطلبات سوق العمل.

دعم جهود تطوير الريف المصري بالتعاون مع الوزارات المعنية، من خلال توفير بيانات دقيقة ومشروعات تنموية هادفة.

تنظيم زيارات متبادلة بين أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب لتبادل الخبرات العلمية.

إطلاق برامج توعوية مشتركة لتعزيز ثقافة التكامل بين الجامعات.

إنشاء آلية مشتركة للإعلان عن الأنشطة والفعاليات العلمية.

تنظيم مسابقات علمية وثقافية بين طلاب الجامعتين لتشجيع الإبداع والابتكار.

التكامل العلمي.. خطوة نحو نهضة فكرية وطنية

يُعد هذا البروتوكول خطوة استراتيجية في طريق بناء منظومة تعليمية متكاملة تجمع بين الأصالة التي يمثلها الأزهر الشريف، والحداثة التي تجسدها جامعة القاهرة، في تناغمٍ علمي يهدف إلى الارتقاء بالبحث والتعليم والمجتمع.

ويرى المتابعون أن هذا التعاون يعكس وعي المؤسستين بدور الجامعات في تحقيق التنمية الفكرية والاجتماعية، وأن الاستثمار في البحث والتعليم هو استثمار في الإنسان المصري ذاته، الذي يمثل جوهر مشروع النهضة الوطني.

الأزهر والقيادة الفكرية للعالم الإسلامي

لم يكن حضور شيخ الأزهر توقيع البروتوكول مجرد مشاركة رمزية، بل هو رسالة واضحة بأن الأزهر الشريف يواصل أداء دوره كقائد فكري للأمة الإسلامية، وحارسٍ على القيم الإنسانية والعلمية التي تشكل هوية الأمة.

فمن مشيخة الأزهر التي احتضنت أعلام الفكر والعلم على مر القرون، إلى جامعة القاهرة التي تمثل قلب الحداثة المصرية، تمتد اليوم جسور التعاون لتجسد روح الوحدة الوطنية والتكامل بين مؤسسات الدولة في خدمة التنمية والإنسان.

تم نسخ الرابط