باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

خبير بالشأن الروسي لـ«تفصيلة» يكشف كواليس ملف تسليم الأسد: موسكو تعتبر القضية سيادية وترفض المساس بلجوئه الإنساني

خبير علاقات دولية
خبير علاقات دولية يكشف كواليس لقاء بوتين والشرع

موسكو تحسم الجدل حول مصير بشار الأسد وتتمسك بحمايته تحت مظلة اللجوء الإنساني، فيما تكشف كواليس لقاء الشرع وبوتين عن مرحلة سياسية دقيقة بين دمشق وروسيا بعد سقوط النظام السابق، وسط تأكيدات روسية بأن الملف “سيادي” لا يخضع للتفاوض.


الكرملين يتمسك بالأسد تحت مظلة اللجوء الانساني

أكد الدكتور محمود الأفندي، الباحث في الشؤون الروسية من موسكو، في تصريحات خاصة لموقع تفصيلة، أن مسألة تسليم الرئيس السوري السابق بشار الأسد تعد “قضية سيادية” بالنسبة لروسيا، وأن الكرملين حسم موقفه بشكل قاطع بعد منحه حق اللجوء الإنساني.
الأفندي أوضح أن روسيا استقبلت الأسد بصفته لاجئاً سياسياً ووقّع الرئيس فلاديمير بوتين بنفسه المرسوم الذي منحه اللجوء الإنساني، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الاتحاد الروسي، ما يجعل المسألة محمية قانونياً ودستورياً داخل موسكو.

وأضاف أن روسيا لا يمكنها تسليم بشار الأسد إلى الحكومة السورية الجديدة طالما يلتزم بشروط اللجوء، موضحاً أن “بقاءه تحت حماية موسكو مرهون بعدم تدخله في الحياة السياسية أو إدلائه بأي تصريحات تتعلق بالشأن السوري الداخلي”.


روسيا ترفض كسر هيبتها أو مخالفة دستورها

الأفندي شدد على أن تسليم بشار الأسد سيعد ضربة لهيبة روسيا داخلياً وخارجياً، مشيراً إلى أن بوتين لا يمكنه التراجع عن قرار وقّعه بنفسه لأن ذلك يتعارض مع الدستور الروسي الذي أقسم على احترامه.

وأوضح أن الرئيس الروسي يؤدي اليمين على الدستور، لا على كتاب سماوي، وهو ما يمنح القرارات السيادية مثل منح اللجوء طابعاً دستورياً لا يمكن التلاعب به.

وأشار إلى أن موسكو تعتبر احترام التزاماتها القانونية والدبلوماسية جزءاً من صورتها الدولية، وأنها لا تنوي كسر هذا التقليد في حالة الأسد مهما كانت الضغوط السياسية.


قمة الشرع وبوتين: طريق شائك رغم التفاهم

اللقاء الأخير بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وُصفه الأفندي  بأنه تتويج لسلسلة طويلة من اللقاءات التمهيدية التي مهدت الطريق لفهم متبادل بين الجانبين.
الأفندي أشار إلى أن الطريق لا يزال مليئاً بالعقبات، فروسيا ترفض استخدام القوة ضد المعارضة المسلحة داخل سوريا، خصوصاً في مناطق الشمال الشرقي والساحل والسويداء، وتصر على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار.

وأوضح أن موسكو رأت في الانتخابات الأخيرة التي أجرتها دمشق “خطوة أولى نحو الحوار الوطني الشامل”، لكنها لا تعتبرها نهاية المسار السياسي، بل مقدمة لعملية انتخابية أوسع تشمل جميع القوى السورية.


الشرع يلتزم بالاتفاقيات ويتجنب ملف العدالة الانتقالية

أشار الأفندي إلى أن الرئيس أحمد الشرع، في كلمته الافتتاحية أمام بوتين، تجنب الحديث عن العدالة الانتقالية وتسليم بشار الأسد، مؤكداً فقط التزام حكومته بالاتفاقيات الثنائية الموقعة مع روسيا خلال عهد النظام السابق.
وأضاف أن الحكومة السورية الجديدة قد تجري بعض التعديلات على الاتفاقيات القديمة، لكنها لن تلغيها بالكامل، في إشارة إلى استمرار الاعتماد على موسكو كشريك استراتيجي رئيسي.


علاقات متوازنة ورسالة روسية واضحة

الأفندي لفت إلى أن موسكو شددت خلال اللقاء على ضرورة أن تبني دمشق علاقاتها الإقليمية والدولية على أسس متوازنة، دون ارتهان لأي محور سياسي أو ضغط خارجي.

وقال إن روسيا لا تمانع في انفتاح سوريا على جميع دول العالم، لكنها ترفض أن يتحول هذا الانفتاح إلى أداة ضغط ضدها أو مدخل للمطالبة بانسحاب قواتها من القواعد العسكرية في طرطوس وحميميم.

وأكد أن الرئيس بوتين أوضح للرئيس الشرع بشكل مباشر أن الشراكة بين البلدين يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخر، وأن موسكو ستبقى داعماً رئيسياً للاستقرار السوري، لكنها لن تسمح باستخدامها كورقة تفاوضية في الصراع الإقليمي.


لجوء الأسد خط أحمر ورسالة بوتين حاسمة

المشهد العام في موسكو يؤكد أن روسيا رسمت خطوطها الحمراء بوضوح: لا تسليم للأسد ولا تدخل في الصراع الداخلي السوري.

منح اللجوء الإنساني لبشار الأسد أصبح جزءاً من التزامات الدولة الروسية، وأي تراجع عنه سيعد مساساً بمصداقيتها وهيبتها أمام العالم.
أما العلاقة مع دمشق الجديدة، فتمضي في مسار دقيق يجمع بين الشراكة والتوازن، حيث تحاول موسكو تثبيت موقعها في سوريا ما بعد الأسد دون أن تغرق في وحل الصراع الداخلي من جديد.

تم نسخ الرابط