بعد تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين.. عاصفة اقتصادية تضرب الأسواق العالمية والصين خارج السرب

عاشت البورصات العالمية الثلاثاء يومًا مضطربًا، بعدما تزايدت حدة التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وتزامن ذلك مع اضطرابات سياسية في أوروبا وآسيا، ما دفع المستثمرين إلى تقليص المخاطر واللجوء إلى الأصول الآمنة مثل الذهب والدولار.
فقد هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جديدة بنسبة 100% على المنتجات الصينية.
وفي المقابل، أعلنت بكين استعدادها “للمواجهة حتى النهاية”، في وقت أثارت فيه قيودها على صادرات المعادن النادرة قلقًا واسعًا في الأسواق العالمية، باعتبارها موردًا أساسيًا في الصناعات المتقدمة.
الحرب التجارية على قيد الإنفجار
ويرى الخبراء أن هذا التصعيد يعيد للأذهان أجواء الحرب التجارية التي هزت الاقتصاد العالمي قبل سنوات، وقالت كاثلين بروكس، مديرة الأبحاث في شركة XTB، إن المستثمرين يتعاملون بحذر شديد، فشهية المخاطرة تراجعت والأسواق بدأت تفقد الزخم الصعودي الذي حققته خلال الأشهر الماضية.
في المقابل، يرى ستيفن إينيس من شركة SPI لإدارة الأصول أن التوتر بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم قد يشعل موجة جديدة من عدم اليقين، خصوصًا مع تبادل التصريحات العدائية التي تهدد أي مسار تفاوضي محتمل.
انخفاض مؤشرات البورصة الأمريكية
في الأسواق الأميركية، تحولت المؤشرات الرئيسية إلى اللون الأحمر، حيث فقد مؤشر ناسداك نحو 2% من قيمته متأثرًا بتراجع أسهم التكنولوجيا، بينما انخفض مؤشر داو جونز أكثر من 1%، وواصل S&P 500 هبوطه بنسبة 1.3%، وسط عمليات بيع مكثفة.
تراجع جماعي بالبورصات الأوروبية
وشهت البورصات الأوروبية تراجع جماعي بمؤشراتها الكبرى، حيث هبط مؤشر فرانكفورت بأكثر من 1%، ومؤشر باريس بنحو 0.6%، بينما قلصت بورصة لندن خسائرها بعد تراجع الجنيه الإسترليني بفعل بيانات ضعيفة من سوق العمل البريطاني.
الاضطرابات تمتد إلى آسيا
وفي طوكيو، هبط مؤشر نيكاي 225 بنسبة 2.6% عقب أزمة سياسية جديدة تمثلت في انهيار الائتلاف الحاكم ومساعي المعارضة لتشكيل حكومة بديلة، بينما شهدت هونج كونج وشنغهاي تراجعات مماثلة مع تزايد المخاوف من تباطؤ النمو الإقليمي.
الصين تثبت متانة اقتصادها
في المقابل، واصلت الصين إظهار متانة اقتصادها، حيث أظهرت بيانات سبتمبر ارتفاع الصادرات بنسبة 8.3% والواردات بنسبة 7.4% على أساس سنوي، في حين تجاوزت قيمة التداول في سوق الأسهم الصينية 2.2 تريليون يوان "نحو 309 مليارات دولار"، وهو رقم غير مسبوق يعكس ثقة المستثمرين بقدرة ثاني أكبر اقتصاد في العالم على الصمود.
وفي السياق، أكد الخبير الاقتصادي بيتر شيف أن نتائج الصين تثبت أن بكين لا تزال قادرة على الحفاظ على نموها رغم التوترات، مضيفًا أن الخاسر الحقيقي من استمرار الحرب التجارية سيكون المستهلك الأميركي، الذي سيواجه قريبًا ارتفاعًا في الأسعار والفائدة والبطالة.
النفط يواصل التراجع
في أسواق الطاقة، انخفضت أسعار النفط بنحو 1.5% نتيجة القلق من تباطؤ الاقتصاد العالمي، حيث سجل خام برنت 62.39 دولارًا للبرميل، وبلغ خام غرب تكساس الوسيط 58.62 دولارًا.
وشهد الدولار الأمريكي تحركات متباينة أمام العملات الرئيسية، حيث ارتفع اليورو إلى 1.1577 دولار، بينما تراجع الإسترليني إلى 1.3286 دولار، وهبط الدولار أمام الين الياباني إلى 151.84 ين.