باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

صفعة دبلوماسية للإخوان.. القاهرة تعيد مجدها الإقليمي.. باحث يكشف أسرار هزيمة التنظيم

عمرو فاروق
عمرو فاروق

انكشاف المشهد بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة وضع جماعة الإخوان في مأزق إعلامي وسياسي واضح.


الجماعة التي اعتادت استغلال الأزمات لتوجيه سهامها نحو مصر وجدت نفسها فجأة بلا ورقة ضغط أو منصة للتحريض.

 

فالحرب كانت بالنسبة لهم فرصة لتأليب الرأي العام على القيادة المصرية

 

منصات الإخوان الإعلامية في تركيا ظهرت بعد الهدنة مضطربة في توجهاتها. 
القنوات التي لطالما استخدمت لغة التصعيد، سارعت إلى وصف الهدنة بأنها "صفقة خيانة" أو "تسوية مشبوهة"، متجاهلة ما تحقق من مكاسب إنسانية وسياسية لوقف نزيف الدم الفلسطيني. التحليل الواقعي اختفى لتحل محله لغة المشاعر والاتهامات.

عمرو فاروق، الباحث في شؤون الجماعات الأصولية والأمن الإقليمي، أوضح في تصريحات خاصة لموقع "تفصيلة" أن هذا الارتباك ليس وليد اللحظة، بل نتيجة مباشرة لنجاح مصر في إدارة الملف الفلسطيني بمهارة دبلوماسية أربكت خصومها، وفي مقدمتهم جماعة الإخوان.


استهداف مستمر للدولة المصرية


فاروق أكد أن الجماعة أرادت فشل مفاوضات غزة منذ بدايتها، على أمل أن تخرج مصر من دائرة الفعل والتأثير. 

الهدف بحسب فاروق كان واضحًا: إضعاف صورة الدولة المصرية عبر سيل من الشائعات والأخبار المفبركة، والادعاء بفقدانها للقدرة على التأثير السياسي والعسكري. 

ولفت إلى أن الجماعة راهنت على أن تورط القاهرة في مواجهة مباشرة مع إسرائيل سيحقق حلمها في إسقاط مؤسسات الدولة عبر بوابة الفوضى، في إطار ما يسميه منظرو الإسلام السياسي بـ"العقاب الإلهي".

 

سقوط مشروع الإسلام السياسي


نجاح المفاوضات بين الأطراف الفاعلة في حرب غزة مثّل ضربة موجعة لمشروع الإسلام السياسي.

فاروق أوضح أن إقصاء حركة حماس من المشهد السياسي والعسكري، وتسليم القطاع لسلطة مدنية من التكنوقراط، يعني عمليًا إسدال الستار على مرحلة الوكيل العسكري والسياسي للإخوان.

وأكد، أن سقوط هذا النموذج كشف هشاشة الرهان على الجمع بين المقاومة والسلطة، وهو ما جعل الجماعة تدخل مرحلة "التباكي" على انهيار مشروعها العقائدي الممتد من التنظيم الدولي إلى دولة الفقيه الإيرانية.

 

القاهرة تعيد رسم المعادلة الإقليمية


تحركات مصر في ملف قطاع غزة أعادت رسم موازين القوى في المنطقة. 
كما أن القيادة المصرية أعادت التأكيد على دورها كقوة إقليمية قادرة على ضبط الإيقاع السياسي والعسكري، ونجحت في إفشال مخطط تفتيت المنطقة إلى دويلات مذهبية وعرقية. 
فاروق أشار إلى أن هذا النجاح شكّل حاجزًا أمام مشاريع التهجير والتقسيم التي كانت الجماعة تسعى لتسويقها منذ 2005، ضمن رؤية تتقاطع دون قصد مباشر مع مصالح الكيان الصهيوني في تفكيك المنطقة العربية.


تخبط الإخوان في المهجر


الجماعة تواجه اليوم واقعًا جديدًا في ظل التقارب المصري التركي القطري، ما جعل وجودها في إسطنبول والدوحة عبئًا على الحكومات المضيفة. 
الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية كشف أن بعض القيادات غادرت بالفعل إلى بلجيكا وكندا ولندن، هربًا من التضييق أو خشية التسليم للسلطات المصرية. 
كما تلقت القنوات الإخوانية تحذيرات واضحة بعدم تحويل الأراضي التركية أو القطرية إلى منصات للهجوم على القاهرة.

الهدنة في غزة لم تكن فقط نهاية لحرب دامية، بل كانت أيضًا نهاية لمرحلة من الدعاية الإخوانية التي حاولت طمس الدور المصري وتشويهه. 
مصر أعادت لنفسها موقع القيادة في الشرق الأوسط، بينما وجدت الجماعة نفسها أمام حقيقة مرة: نفوذها يتراجع، ومشروعها الأيديولوجي ينهار، وصوتها الإعلامي يخفت أمام صدى نجاحات الدبلوماسية المصرية.

تم نسخ الرابط