مصر تبدأ تصدير 3 آلاف ميجاوات من الكهرباء الخضراء إلى أوروبا

اتخذت مصر خطوة جديدة على طريق التحول إلى مركز إقليمي للطاقة، بعد توقيع اتفاق تعاون مع مجموعة "كوبلوزيس" اليونانية للانتهاء من الدراسات الفنية والاقتصادية لمشروع الربط الكهربائي مع أوروبا عبر كابل بحري ضخم ينقل 3 آلاف ميجاوات من الكهرباء الخضراء إلى اليونان.
يُعد الاتفاق الممول دراساته بمنحة من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، امتدادًا لمذكرة التفاهم الموقعة في أكتوبر 2021، ويستهدف تنفيذه خلال 3 إلى 4 سنوات، وفق تصريحات وزير الكهرباء.
أكبر مشروع للطاقة المتجددة
المخطط لا يقتصر على مد كابل فقط، بل يشمل إنشاء محطات رياح بقدرة 6 جيجا وات ومحطات شمسية بقدرة 3.5 جيجا وات داخل مصر، لتغذية الكابل بالكهرباء الخضراء المتجهة إلى اليونان، وستُستخدم الطاقة المصدَّرة في تلبية احتياجات الصناعة اليونانية وإنتاج الهيدروجين الأخضر، مع توجيه جزء منها إلى دول الاتحاد الأوروبي.
كما أن المشروع سيوفر خفضًا في استهلاك الغاز الطبيعي بنحو 4.5 مليار متر مكعب سنويًا، وتقليل الانبعاثات الكربونية بما يصل إلى 10 ملايين طن سنويًا.
نقلة استراتيجية
ووصف محمد السبكي، الرئيس السابق لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، المشروع بأنه "نقلة استراتيجية"، مؤكدًا أنه يعزز أمن الطاقة ويقلل من الاعتماد على مصدر واحد للكهرباء، مضيفًا أن المشروع يفتح الباب أمام مصر لتكون مصدّرًا رئيسيًا للطاقة المتجددة، ما يزيد من جاذبيتها للاستثمارات الدولية.
مصر مركز إقليمي للطاقة
وتراهن مصر على موقعها الاستراتيجي لربط أسواق الطاقة في أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، مستفيدة من شبكة الربط الكهربائي القائمة مع السودان وليبيا والأردن، والمشروعات قيد التنفيذ مع السعودية، بجانب خطط الربط مع إيطاليا واليونان.
خطة مصر للطاقة المتجددة
وتستهدف مصر بحلول 2026، رفع قدراتها من الطاقة المتجددة إلى 12 ألف ميجاوات، إلى جانب 3350 ميجاوات من بطاريات التخزين، على أن تتضاعف القدرات لتصل إلى 20 ألف ميجاوات بحلول 2029، بجانب 3600 ميجاوات من الطاقة النووية و2400 ميجاوات من الضخ والتخزين.
مصدر موثوق للطاقة النظيفة
وأكد خبراء أن هذه المشروعات لا تقتصر على دعم السوق المحلي فقط، بل تضع مصر على الخريطة العالمية كمصدر موثوق للطاقة النظيفة، في وقت يتسابق فيه العالم لتقليل الانبعاثات الكربونية وضمان أمن الإمدادات.
وتعود فكرة مشروع الربط الكهربائي بين مصر وأوروبا إلى مذكرة التفاهم التي وُقعت في أكتوبر 2021، والتي استهدفت مد كابل بحري قادر على نقل نحو 3 آلاف ميجاوات من الكهرباء المولدة من مصادر متجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، من مصر إلى اليونان ومنها إلى بقية دول الاتحاد الأوروبي.
ويأتي هذا المشروع ضمن استراتيجية الحكومة المصرية لتصدير فائض الطاقة المتجددة وتعزيز موقع مصر كمركز إقليمي للطاقة، في وقت تتسابق فيه الدول الأوروبية للبحث عن بدائل للغاز الروسي بعد أزمة أوكرانيا، وهو ما يمنح القاهرة فرصة ذهبية لتعزيز حضورها في أسواق الطاقة العالمية.