رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

لماذا لا تستطيع النوم رغم التعب؟.. ابتعد عن هذه الأخطاء الشائعة

صعوبة النوم
صعوبة النوم

الشعور بثقل في العينين، وإرهاق العضلات  بعد يوم طويل، وعدم القدرة علي النوم، هذه الظاهرة التي يعاني منها كثيرون لا تعود فقط إلى الإرهاق الجسدي، بل إلى عادات يومية غير صحية تبقي الدماغ في حالة نشاط وتأهب، فتمنع الجسد من الدخول في النوم العميق الذي يحتاجه.

الدكتور شري كومار سريفاستاف، استشاري الباطنة أوضح أن فهم العلاقة بين الجسد والعقل هو المفتاح لفهم هذه المشكلة. 

يقول: "اعتبر جسمك ودماغك وحدتين منفصلتين لهما احتياجات مختلفة. 

بينما يحتاج جسدك المرهق إلى النوم لاستعادة نشاطه وتجديد طاقته، قد يظل عقلك متيقظًا، يعيد تشغيل أحداث اليوم أو يقلق بشأن مهام الغد، ما يجعل الجسم عالقًا بين التعب الجسدي والتيقظ الذهني."

احتياجات الجسد مقابل متطلبات الدماغ

الجسد بعد يوم شاق يتوق إلى الراحة: العضلات منهكة، والأعضاء بحاجة إلى إعادة تنشيط، ومستويات الطاقة متدنية. 

لكن الدماغ، الذي يحفز بسهولة شديدة، قد لا يستجيب لهذا النداء الطبيعي، وإذا لم يتلق الإشارات الصحيحة من بيئتك وسلوكياتك، فإنه يبقى في حالة "تأهب قصوى"، وهو ما يفسد فرصك في نوم مريح.

 عادات خاطئة تسرق النوم

بحسب الدكتور سريفاستاف، هناك مجموعة من السلوكيات اليومية التي تعرقل عملية النوم حتى مع وجود تعب جسدي حقيقي:

1- التعرض للشاشات قبل النوم


الهواتف، أجهزة الكمبيوتر، والتلفاز جميعها تُصدر ضوءًا أزرق يرسل إشارات مضللة إلى الدماغ تجعله يظن أن النهار ما زال قائمًا.

 النتيجة: تثبيط إفراز الميلاتونين، الهرمون المنظم لدورة النوم والاستيقاظ، مع تحفيز ذهني إضافي من التصفح أو مشاهدة المحتوى، وهو ما يؤخر النوم.

الحل: فرض "حظر رقمي" قبل النوم بساعة إلى ساعة ونصف.

 يمكن استبدال ذلك بأنشطة مريحة مثل القراءة أو كتابة اليوميات أو الاستماع لموسيقى هادئة.

2- تناول الكافيين في وقت متأخر


قد تنقذك القهوة في فترة الظهيرة من التعب، لكن تأثيرها يستمر لساعات طويلة. 

يوضح الدكتور سريفاستاف: "نصف كمية الكافيين التي تتناولها بعد الظهر تبقى في جسمك حتى الليل، وهو ما قد يفسر صعوبة النوم رغم التعب."

 الحل: التوقف عن الكافيين بعد الظهيرة، والتقليل من الكحول خصوصًا في الساعات الأخيرة من اليوم.

3- جدول نوم غير منتظم


يطلق عليه العلماء "اضطراب التوقيت الاجتماعي"، وهو ما يحدث عند السهر لوقت متأخر في عطلات نهاية الأسبوع ثم محاولة العودة إلى الروتين الطبيعي في بداية الأسبوع.

 هذا الاضطراب يربك الساعة البيولوجية للجسم ويؤدي إلى صعوبة في النوم في الوقت المعتاد.

 الحل: الحفاظ على مواعيد نوم واستيقاظ ثابتة طوال الأسبوع، بما في ذلك أيام العطلات.

4- الانشغال الذهني قبل النوم


كثيرون يمارسون ما يُعرف بـ"جلسة القلق الليلية": التفكير المفرط، إعادة تحليل أحداث اليوم، أو التخطيط المبالغ فيه للغد. هذا النشاط يحفز إفراز الكورتيزول، هرمون التوتر، فيبقى الجهاز العصبي في حالة يقظة تمنع النوم.
 

 الحل: تخصيص 15-20 دقيقة في وقت أبكر من المساء لكتابة الأفكار والمخاوف وخطط الغد، بهدف تصفية الذهن قبل وقت النوم.

5- غياب روتين مهدئ قبل النوم


الانتقال مباشرةً من نشاط حيوي أو عمل شاق إلى السرير يحرم الجسم والدماغ من فترة الانتقال الطبيعية من النهار إلى الليل.
 الحل: ابتكار طقوس استرخاء شخصية، مثل الاستحمام الدافئ، تمارين التمدد البسيطة، التأمل، أو قراءة كتاب مريح.

النوم رغم التعب الجسدي ليس أمرًا مستحيلًا، لكنه يتطلب إدراكًا بأن العادات اليومية لها تأثير مباشر على الساعة البيولوجية ونشاط الدماغ. 

بتبني تغييرات بسيطة، مثل تقليل التعرض للشاشات، ضبط مواعيد النوم، والالتزام بروتين استرخاء، يمكن إعادة التوازن بين الجسد والعقل، ومن ثم الاستمتاع بنوم عميق متواصل.

تم نسخ الرابط