تزايد سمنة الأطفال حول العالم..واليونيسيف تكشف خطوات الحماية منها

أصبحت السمنة واحدة من أكبر المشكلات الصحية العالمية في الوقت الراهن، بعدما كان العالم منشغلاً لعقود طويلة بمشكلة سوء التغذية ونقص وزن الأطفال. 

السمنة عند الأطفال 

اليوم، يتغير المشهد بشكل جذري، إذ تتزايد معدلات سمنة الأطفال بوتيرة مقلقة، في وقت تؤكد فيه الإحصائيات أن الظاهرة بلغت مستويات غير مسبوقة وتستدعي تحركًا عاجلًا.

ووفقًا لتقرير جديد أصدرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فإن عدد الأطفال الذين يعانون من السمنة وزيادة الوزن حول العالم يفوق الضعف مقارنة بعدد الأطفال الذين يعانون من نقص الوزن، وهي المرة الأولى التي يواجه فيها المزيد من الأطفال مشكلة الوزن الزائد بدلاً من نقصه. ويبرز هذا التحول خطورة أنماط الغذاء الجديدة والعادات الحياتية الحديثة، ويؤكد الحاجة الملحّة لاتخاذ إجراءات سريعة وفعّالة.

دراسة شاملة من اليونيسف

التقرير الذي حمل عنوان "تغذية الربح: كيف تفشل البيئات الغذائية في توفير الغذاء للأطفال"، والصادر في سبتمبر 2025، استند إلى بيانات من أكثر من 190 دولة جمعت بين عامي 2000 و2022.

وأظهرت نتائجه أن نحو 188 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عامًا يعانون من السمنة، بعدما ارتفعت النسبة من 3% فقط في عام 2000 إلى 9.4% في عام 2022. 

وفي المقابل، انخفضت معدلات نقص الوزن في الفئة العمرية نفسها من 13% إلى 9.2% خلال الفترة ذاتها.

ورغم هذا التحول، لا تزال مناطق مثل جنوب آسيا وجنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا تسجل معدلات أعلى من الأطفال الذين يعانون من نقص الوزن مقارنة بأولئك الذين يعانون من زيادة الوزن.

أسباب زيادة السمنة عند الأطفال

يشير التقرير إلى أن هذا الاتجاه العالمي تعززه عوامل رئيسية، أبرزها:

الانتشار الواسع للأطعمة فائقة المعالجة الغنية بالدهون غير الصحية والملح والسكر.

الدعاية المكثفة للوجبات السريعة والحلويات، خصوصًا الموجهة للأطفال.

أنماط بيئات الغذاء الحديثة، حيث تشجع المدارس والمتاجر والمنصات الإلكترونية على خيارات أقل صحية، مما يوجّه الأطفال نحو أنظمة غذائية غير مناسبة تزيد من احتمالية الإصابة بالسمنة.

وتؤكد اليونيسف أن هذه العوامل مجتمعة تحدد كيفية استهلاك الأطفال للطعام وتؤثر في صحتهم بشكل مباشر، لتجعلهم عرضة لمشكلات طويلة الأمد.

خطوات عملية للحد من خطر السمنة عند الأطفال 

ورغم خطورة الأرقام، فإن التقرير يشير إلى أن تغييرات بسيطة في نمط الحياة يمكن أن تحدث فارقًا كبيرًا في حماية الأطفال. ومن بين التوصيات العملية:

تشجيع اللعب اليومي: ممارسة ألعاب تقليدية مثل الغميضة أو كرة القدم يمكن أن تعزز النشاط البدني.

تقليل وقت الشاشة: خفض ساعات الجلوس أمام الأجهزة الإلكترونية يمنح الأطفال وقتًا أكبر للعب والحركة.

التنقل النشط: اعتماد المشي أو ركوب الدراجة للذهاب إلى المدرسة وسيلة فعالة للحفاظ على اللياقة.

ممارسة الرياضة الممتعة: كالرقص أو السباحة أو الألعاب الجماعية التي تجمع بين التسلية والنشاط.

الغذاء الصحي: استبدال الوجبات الخفيفة السكرية والمشروبات الغازية بالفواكه والخضروات والماء.

التشجيع الإيجابي: الاعتماد على الدعم والتحفيز بدلاً من النقد والقسوة، مع الاحتفاء بالخطوات الصغيرة نحو حياة صحية.