"المستشفيات والمعاهد التعليمية": الرضاعة الطبيعية خط الدفاع الأول لحماية الطفل من الأمراض

قال رئيس هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية الدكتور محمد مصطفى عبدالغفار إن الرضاعة الطبيعية هي خط الدفاع الأول لحماية الطفل من الأمراض وتعزيز صحة الأم والمجتمع، وتمثل استثمارا حقيقيا في صحة الإنسان على مدار العمر، فضلا عن آثارها النفسية والاجتماعية الإيجابية.
جاء ذلك في كلمة رئيس الهيئة خلال الاحتفال، اليوم الأحد، بإطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، وذلك بالمعهد القومي للتغذية التابع للهيئة تأكيدًا على أهمية الرضاعة الطبيعية كعنصر أساسي لصحة الأم والطفل.
وأضاف عبدالغفار "أن تعزيز ثقافة الرضاعة الطبيعية يأتي ضمن الأولويات الاستراتيجية لوزارة الصحة والسكان في الخطة الاستراتيجية القومية (2024 - 2030)، حيث تم إدراجها ضمن الأولوية الأولى المتعلقة برفع مستوى الرعاية الصحية لتحسين مؤشرات صحة الطفل والأم".
وتابع "أنه انطلاقا من هذا الإدراك العميق للهيئة لأهمية الرضاعة الطبيعية فقد تم إدراجها كمحور رئيسي ضمن الخطة التنفيذية للهيئة لعام (2024 - 2025)، وفي السياق حققت الهيئة إنجازات في تعزيز ثقافة الرضاعة الطبيعية، حيث تم تأسيس لجنة الرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية بقرار رقم 567 بتاريخ 19 نوفمبر لعام 2023".
وأكد أنه تم تنفيذ برنامج تدريبي لمدة 40 ساعة TOT لإعداد المدربين بالهيئة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وتم تنفيذ دورة تدريبية لمدة 40 ساعة للكوادر الطبية (الأطباء والتمريض) بالوحدات التابعة للهيئة، وسوف يتم كذلك عقد دورة تدريبية جديدة مطلع سبتمبر المقبل.
ولفت إلى أنه تم افتتاح 6 عيادات للرضاعة الطبيعية بوحدات الهيئة بمستشفيات (أحمد ماهر - الجلاء - دمنهور - المطرية - الساحل، والمعهد القومي للتغذية والتي تستقبل متوسط 350 حالة شهريًا خلال الفترة من عام 2021 وحتى 2024.
وأوضح أنه يجرى التوسع لافتتاح عيادات المرحلة الأولى، حيث نستهدف 10 وحدات بالمحافظات المختلفة في مستشفيات الأحرار التعليمي، شبين الكوم التعليمي، بنها التعليمي، وسوهاج التعليمي.
وأفاد بأن الهيئة تلتزم بتوفير البيئة الداعمة للأمهات، وإعداد وطباعة مواد توعية تثقيفية للأمهات تتناول فوائد الرضاعة الطبيعية وآليات التغذية التكميلية السليمة لضمان وصول الرسائل الصحية إلى الفئات المستهدفة بطرق مبسطة وفعالة.
وتابع أنه تم نشر 3 أبحاث أعوام 2022 و2023 و2024 من الباحثين بالمعهد القومي للتغذية تخصص طب الاطفال تناولت علاقة الرضاعة الطبيعية ومرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال، الآثار النفسية للرضاعة الطبيعية على الرضع، التغذية التكميلية والرضاعة الطبيعية.
ووجه الشكر لأساتذة وأخصائيي التغذية بالمعهد على جهودهم الحثيثة في مجالات التغذية المختلفة، وطالبهم بالمزيد من الابحاث والتدريب، كون المعهد هو الجهة الوحيدة المنوطة بها ذلك، وأن هذا يتسق مع قرار انشاء الهيئة وخطتها الاستراتيجية.
وقال المستشار الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية الدكتور عبد البصير قرشي "إن الرضاعة الطبيعية هي حجر الزاوية في بناء جيل قوي وصحي، وإنها استثمار في مستقبل أطفالنا وفي قوة المجتمع ككل، لذا تم إدراجها ضمن أهداف التغذية العالمية الستة لعام 2025، لما لها من أهمية قصوى، وذلك من خلال توفير الدعم اللازم للأمهات وتقديم المشورة الطبية المتخصصة، والعمل على نشر الوعي بأهميتها عبر كافة المنشآت الطبية".
وأكدت مدير برنامج الأغذية العالمي الدكتورة علياء حافظ الجهود المبذولة لتعزيز الرضاعة الطبيعية، موضحة دورها الحيوي في الحد من معدلات الوفيات والأمراض بين الأطفال، حيث أن الرضاعة الطبيعية هي خط الدفاع الأول ضد العديد من الأمراض.
وتابعت "أنها تلعب دورًا محوريًا في تعزيز المناعة، وتمثل رابطًا عاطفيًا قويًا بين الأم والطفل، ويعمل برنامج الأغذية العالمي على دمج برامج دعم الرضاعة الطبيعية في كافة الاستراتيجيات الصحية، لضمان حصول كل طفل على هذا الحق الأساسي في التغذية السليمة".
ومن جهتها، قال رئيس وحدة التغذية باليونيسف الدكتور معتز صالح "إن تمكين الأمهات العاملات هو استثمار في صحة أجيال المستقبل"، موضحًا أهمية إنشاء عيادات صديقة للطفل مطابقة لمعايير الجودة العالمية بالمنشآت الصحية، حيث أن اليونسيف يدعم مثل هذا التوجه.
وأضاف: "أنه من خلال هذا الأسبوع العالمي ندعو إلى اتخاذ خطوات عملية نحو خلق بيئة عمل صديقة للأم والطفل لضمان استمرارية رحلة الرضاعة الطبيعية وتحقيق مستقبل أكثر صحة لأطفالنا".
ومن جانبها، شددت عميد المعهد القومي للتغذية الدكتورة سحر خيري على أهمية دعم الأمهات العاملات لاستمرارية الرضاعة الطبيعية، ففي ظل التحديات التي تواجهها الأمهات في التوفيق بين مهام العمل ورعاية أطفالهن يبرز دور المؤسسات والمجتمعات في توفير بيئة داعمة تضمن حصول أطفالهن على حقهم في التغذية المثلى.
وقالت "إن الرضاعة الطبيعية ليست مجرد خيار، فهي تقدم للرضيع كل ما يحتاجه من عناصر غذائية ومناعية وتعزز من ارتباطه العاطفي بأمه ولذلك"، داعية إلى تضافر الجهود لتوعية المجتمع بأهمية إنشاء أماكن مخصصة للرضاعة بأماكن العمل وتوفير الدعم المعنوي والمهني للأمهات.
وتتضمن الاحتفالية مجموعة من الفعاليات الهادفة التي تسلط الضوء على أحدث التوصيات العالمية بشأن الرضاعة الطبيعية ودور المؤسسات الصحية في دعم الأمهات، بجانب ورش عمل توعوية سيقدمها خبراء من المعهد القومي للتغذية والشركاء الدوليين فى العديد من المستشفيات داخل الهيئة وخارجها بمحافظات الجمهورية.
ويأتي هذا الاحتفال في إطار التزام الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية بالعمل جنبًا إلى جنب مع الجهات المحلية والدولية لضمان مستقبل صحي أفضل للأجيال القادمة.