مرض يهدد حياة الشباب.. ما هو اعتلال عضلة القلب وأعراضه؟

اعتلال عضلة القلب مرض خطير يتسلل بصمت إلى حياة الشباب، أحد أمراض القلب الوراثية التي قد لا تكشف عن نفسها إلا في لحظة حرجة، وربما تكون هذه اللحظة هي الأخيرة.

اعتلال عضلة القلب

هذا المرض يتمثل في سماكة غير طبيعية لعضلة القلب، خاصة في البطين الأيسر، وهو ما يعيق تدفق الدم بكفاءة ويزيد من خطر الإصابة باضطرابات نظم القلب والموت القلبي المفاجئ.

 وبالرغم من خطورته، كثير من المصابين يظلون بلا أعراض واضحة، أو يخطئون في تفسير العلامات المبكرة كإجهاد عابر أو ضعف في اللياقة البدنية.

يستعرض موقع تفصيلة ما هو مرض اعتلال عضلة القلب وأهم أعراضه 

ما هو اعتلال عضلة القلب الضخامي؟

اعتلال عضلة القلب الضخامي هو حالة قلبية وراثية تؤدي إلى زيادة سمك عضلة القلب بشكل غير طبيعي، وقد يتركز هذا التضخم في الجدار الفاصل بين حجرات القلب الحاجز البطيني، هذه السماكة إما أن تضيق مسار خروج الدم من القلب – وهو ما يُعرف بالاعتلال الانسدادي – أو تجعل القلب أكثر صلابة وأقل قدرة على الامتلاء بالدم وضخه – فيما يعرف بالاعتلال غير الانسدادي بحسب Times of india. 

هذا التضخم يمكن أن يخل بالنظام الكهربائي للقلب، مما يرفع احتمالية حدوث اضطرابات نظم خطيرة قد تؤدي إلى توقف القلب المفاجئ.

 ورغم أن بعض المصابين يعيشون حياة طبيعية، فإن هذه الحالة تعد السبب الأول للموت القلبي المفاجئ لدى الرياضيين الشباب والبالغين النشطين تحت سن 35 عاما.

لماذا يسمى "حالة القلب الصامتة"؟

يقدر أن نصف المصابين تقريبًا لا يعانون من أي أعراض، أو يواجهون مؤشرات بسيطة مثل دوخة، إغماء، أو ضيق في التنفس، لكنهم لا يربطونها بالقلب.

 كثيرون يواصلون حياتهم بشكل طبيعي حتى يحدث حادث جلل، مثل سكتة قلبية أثناء التمارين.

 وتشير الدراسات إلى أن اعتلال عضلة القلب الضخامي يمثل نحو حالة واحدة من كل أربع حالات وفاة قلبية مفاجئة بين الرياضيين الشباب

الشباب في دائرة الخطر

على الرغم من أن المرض قد يصيب أي شخص، فإن الشباب والرياضيين غير المشخصين يواجهون خطرا خاصا، إذ إنهم قد يظهرون في كامل الصحة بينما يختبئ الخطر في صمت. 

بعض الدراسات أوضحت أن معدلات الوفاة السنوية لدى الأطفال المصابين قد تصل إلى 6%، لكن التطورات الحديثة في العلاج – مثل أجهزة إزالة الرجفان القابلة للزرع (ICDs) والأدوية الموجهة والتدخلات الجراحية – قلصت هذا المعدل بشكل كبير ليصل إلى نحو 0.5% سنويًا.

التاريخ العائلي يلعب دورًا محوريًا، فالمرض يورث بنمط جسمي سائد، ما يعني أن فرصة انتقاله من أحد الوالدين المصاب إلى الأبناء تبلغ 50%. 

وحتى الرياضيون النخبة قد يكتشفون إصابتهم مصادفة خلال فحوص روتينية، كما حدث مع لاعب كرة السلة جاريد بتلر، أو قد تكون أول علامة هي التوقف القلبي المفاجئ، كما في حالة المصارع الشاب جيه جيه.

أعراض خفية لمرض اعتلال عضلة القلب

من أبرز الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة:

ضيق في التنفس أثناء النشاط أو حتى أثناء الراحة.

ألم أو انزعاج في الصدر يشبه الذبحة الصدرية.

خفقان، دوخة، أو إغماء متكرر.

إرهاق مزمن، تورم في الساقين أو البطن، أو دوار غير مبرر.

هذه العلامات غالبًا ما تفسر على أنها إجهاد بدني أو ضغط نفسي، ما يجعل التشخيص المبكر تحديًا حقيقيًا، وفي بعض الحالات، يكون الموت المفاجئ هو أول مؤشر لوجود المرض.

طرق علاج اعتلال عضلة القلب الضخامي

لا يوجد علاج شاف نهائي للمرض، لكن يمكن السيطرة عليه وتحسين جودة حياة المريض عبر عدة خيارات:

الأدوية: مثل حاصرات بيتا، حاصرات قنوات الكالسيوم، دواء ديسوبيراميد، والدواء الأحدث مافاكامتين.

الأجهزة الطبية: أجهزة إزالة الرجفان القابلة للزرع (ICDs) للوقاية من الموت القلبي المفاجئ.

التدخلات الجراحية: مثل استئصال عضلة الحاجز أو استئصال الحاجز بالكحول لتخفيف الانسداد.

تعديلات نمط الحياة: تجنب الرياضات التنافسية العنيفة والحرص على المراقبة الطبية المنتظمة.

بفضل هذه العلاجات، يتمتع معظم المرضى بعمر متوقع طبيعي، شريطة الالتزام بالفحوص والمتابعة الدورية.

نصائح للتعايش والوقاية من مرض اعتلال عضلة القلب

لا تتجاهل أي إغماء أو تعب أو ضيق في التنفس.

إذا كان لديك تاريخ عائلي مع المرض، فاحرص على الفحص المبكر.

استخدم الفحوص التشخيصية الدقيقة مثل تخطيط كهربية القلب، التصوير بالموجات فوق الصوتية، التصوير بالرنين المغناطيسي، والفحص الجيني عند الضرورة.