رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

وسقطت هيبة القيصر.. أوكرانيا تُهين روسيا عسكريًا في "عملية العنكبوت"

الرئيس الروسي بوتين
الرئيس الروسي بوتين

في تطور نوعي وصفته وكالات الأنباء العالمية بأنه "الاختراق الأعمق داخل العمق الروسي"، نفذت أوكرانيا واحدة من أكثر عملياتها العسكرية جرأة واتقانًا منذ بدء الحرب، تحت الاسم الكودي "شبكة العنكبوت"، موجهة ضربة موجعة إلى هيبة القوة الروسية، ومعلنة من جانب واحد أن موسكو لم تعد آمنة.


الهجوم الذي استهدف أربع قواعد جوية روسية استراتيجية، بينها قواعد تضم قاذفات نووية من طراز TU-160 وTU-95، أسفر عن تدمير أو إعطاب 41 طائرة عسكرية، بينها أيضًا طائرات إنذار مبكر من طراز “A-50”، وهو ما وصفه مراقبون بأنه ضربة موجعة لقدرات الردع الروسي.

هجوم بميزانية زهيدة.. ونتائج مذهلة

بميزانية لا تتجاوز 600 دولار للطائرة الواحدة، وفق البيانات الأوكرانية، استخدمت كييف طائرات مسيّرة صغيرة من نوع FPV، محملة بعبوات شديدة الانفجار، جرى تهريبها عبر حاويات مموهة إلى داخل العمق الروسي، ثم جرى إطلاقها عن بُعد باستخدام الإنترنت بمجرد وصول الشاحنات إلى مواقع قريبة من القواعد المستهدفة، في عملية تجسست على الحركة اللوجستية الروسية واستفادت من سائقين مدنيين لم يكونوا على دراية بمهمتهم.

ونقل مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" في كييف، غيث مناف، عن جهاز الأمن الأوكراني، أن عملية "شبكة العنكبوت" خضعت لتخطيط دقيق على مدى 18 شهرًا، تحت إشراف مباشر من الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وبمشاركة الاستخبارات العسكرية.

خسائر بالمليارات.. وقلق في موسكو

وفق تقديرات أولية نشرتها وكالة "فرانس برس"، تجاوزت الخسائر الروسية 7 مليارات دولار، نتيجة تدمير الطائرات والبنية التحتية المرتبطة بها، كما أظهرت مقاطع مصورة نشرتها وسائل إعلام روسية حرائق هائلة وانفجارات متتالية داخل عدد من المطارات العسكرية في مناطق إيركوتسك، مورمانسك، ريازان، وإيفانوفو، على مسافات تتراوح بين 500 و2000 كيلومتر من الحدود الأوكرانية.

وزارة الدفاع الروسية، ورغم اعترافها بالهجمات، اكتفت بوصفها بأنها "أعمال إرهابية"، دون تقديم تفاصيل حول حجم الخسائر، وهو ما اعتبره مراقبون دليلاً على صعوبة احتواء صدمة الهجوم داخليًا.

انتقام أم تهدئة؟

في ظل حالة الإرباك التي تسود الأوساط العسكرية الروسية، تلوح في الأفق مخاوف من رد انتقامي شرس قد تتخذه موسكو في الأيام المقبلة، خاصة أن العملية جاءت قبل أيام من محادثات سلام مرتقبة في إسطنبول برعاية أمريكية، وقد تسعى روسيا لاستخدام أي تصعيد كوسيلة ضغط قبل الجلوس على طاولة التفاوض.

لكن في المقابل، ترى كييف أن العملية رسالة سياسية قبل أن تكون عسكرية، مفادها أن الردع الروسي لم يعد مطلقًا، وأنه يمكن اختراق "أسوار القيصر" إن لزم الأمر، وبأقل الإمكانات وأكثر الوسائل ذكاءً.

عملية تُغيّر قواعد اللعبة

لا تُعد "شبكة العنكبوت" مجرد ضربة عسكرية تقليدية، بل تؤسس لتكتيك جديد في الحرب يعتمد على الابتكار الإلكتروني، والطائرات المسيّرة الرخيصة، والتخفي المدني، ما يفرض على روسيا تحديات غير مسبوقة في تأمين عمقها الاستراتيجي.

وفيما ينتظر العالم الرد الروسي، تبدو الصورة واضحة،تلقت هيبة الجيش الروسي، ثاني أكبر قوة عسكرية في العالم، طعنة في عقر دارها، والفاعل ليس سوى جارتها العنيدة التي ترفض أن تنحني أمام القصف أو التهديد.

تم نسخ الرابط