رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

سوريا بعد الأسد.. هل يخطط الغرب للتخلي عن الشرع بعد انتهاء مهمته؟

الرئيس السوري أحمد
الرئيس السوري أحمد الشرع

بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية، شهدت سوريا في ديسمبر 2024 تحولًا دراماتيكيًا بسقوط نظام بشار الأسد، الذي فرّ إلى موسكو بعد تقدم سريع لفصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام تحت زعامة أحمد الشرع. 

فتح هذا التحول المفاجئ الباب أمام تساؤلات عديدة حول موقف القوى الغربية من النظام الجديد، خاصة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجهها البلاد، وما إذا كانت تلك القوى ستدعم استمرار الشرع في الحكم، أم ستسعى لاستبداله بمجرد تحقيق مصالحها الاستراتيجية.

الشرع: من قائد ميداني إلى رئيس بحكم الواقع

أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، تولى زمام الأمور في سوريا بعد انهيار نظام الأسد. 

رغم إعلانه عن حل هيئة تحرير الشام وتشكيل حكومة مؤقتة، إلا أن ماضيه المرتبط بتنظيم القاعدة يثير قلقًا دوليًا، خصوصًا من قبل إسرائيل التي تعتبره تهديدًا أمنيًا مباشرًا .

ردود فعل غربية متباينة

في البداية، أبدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حذرًا في التعامل مع النظام السوري الجديد، ورغم إجراء محادثات أولية مع الشرع، ولكن إبقاء تصنيفه هو وهيئة تحرير الشام إرهابيان شكل عائقًا أمام تقديم أي دعم مباشر.

وآنذاك، أوكلت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن مهمة رفع هيئة تحرير الشام التي تقود الإدارة السورية الجديدة من قوائم الإرهاب، إلى جانب قائدها أحمد الشرع إلى حين تولي دونالد ترامب مقاليد الحكم.

وفي تطور لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منتصف مايو الجاري، رفع العقوبات عن سوريا، وذلك عقب لقائه بأحمد الشرع في السعودية على هامش قمة أمريكية - خليجية.

 لينهي هذا القرار الأمريكي سنوات من الحصار الذي فرض على الاقتصاد السوري بعد اندلاع الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد في 2011. 

أبرز العقوبات التي قرر ترامب رفعها عن سوريا؟

وكانت هذه العقوبات تشمل قطاعات النفط والبنوك وقيودا على مسؤولين سابقين إضافة إلى "قانون قيصر" الذي أدى إلى انهيار حاد في قيمة الليرة السورية ونقص هائل في المواد الغذائية والطبية الأساسية.  

التحديات الاقتصادية والسياسية

وتواجه سوريا تحديات اقتصادية هائلة، مع بنية تحتية مدمرة واقتصاد منهار، بفعل العقوبات الغربية، خاصة "قانون قيصر"، مما يزيد من صعوبة إعادة الإعمار وتحسين الأوضاع المعيشية للسوريين .

النفوذ الإقليمي والدولي

روسيا، الحليف السابق للأسد، لا تزال تحتفظ بوجود عسكري في سوريا، مما يثير قلق الدول الغربية التي تطالب بانسحابها. 

من جهة أخرى، تسعى تركيا لتعزيز نفوذها في الشمال السوري، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي .

هل يخطط الغرب للتخلص من الشرع؟

رغم أن الشرع ساهم في إنهاء حكم الأسد، إلا أن ماضيه وعلاقاته السابقة تثير الشكوك حول استمراريته في الحكم. 

الولايات المتحدة والدول الأوروبية قد ترى فيه حلاً مؤقتًا، لكنها قد تسعى لاحقًا لدعم بديل أكثر قبولًا دوليًا، خاصة إذا لم يلتزم الشرع بالمعايير الديمقراطية وحقوق الإنسان.

ولا يزال الوضع في سوريا هشًا، والنظام الجديد بقيادة أحمد الشرع يواجه تحديات داخلية وخارجية كبيرة، بينما يراقب الغرب تطورات الأوضاع.

تم نسخ الرابط