رانيا المشاط: قدرة اقتصادات الدول العربية على مواجهة التحديات مرهونة بمضاعفة الجهود
أكدت وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، أن قدرة اقتصادات الدول العربية على مواجهة التحديات التي تفرضها التقلبات الاقتصادية الحالية والمستقبلية مرهونة بشكل كبير على قدرتنا لمضاعفة الجهود من أجل تعزيز التضامن والتعاون والتكامل الاقتصادي العربي والارتقاء بمعدلات التجارة البنية، وتعميق أواصر التنسيق الاقتصادي بين دول المنطقة بشكل يسهم في زيادة ومرونة في ظل بيئة اقتصادية وتجارية عالمية محفوفة بالمخاطر والتقلبات.
وقالت الدكتور رانيا المشاط - خلال كلمتها أمام القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في العاصمة العراقية بغداد مساء اليوم السبت، إن انعقاد القمة العربية اليوم يأتي في ظرف تاريخي بالغ الدقة تواجه فيه منطقتنا العربية تحديات وأزمات معقدة وخطيرة وتحتم علينا هذه اللحظة الفارقة التكاتف حول أهداف مشتركة لتحقيق مصالح أمتنا العربية، مشيرة إلى أن ما يجمعنا من روابط تاريخية وثقافية ودينية عميقة وراسخة، وما تأسست عليه حضارتنا العربية من قيم الإخاء يجعل لزاما علينا تعزيز التضامن بين دولنا لتحقيق الأمن والسلام والازدهار في المنطقة، وتعزيز العمل العربي المشترك الذي يعد أحد الأدوات الرئيسية لحل الأزمات التي تواجه دولنا الشقيقة.
وأشارت إلى أن أهم العوامل التى تعزز من أهمية دفع التعاون بين الدول العربية تلك الحقيقة الواضحة بأننا نتشارك جميعا ذات الاهتمامات ونواجه نفس التحديات على الرغم من تباين الإمكانات والقدرات، وبما لا يشك فيه أن التكامل بين دولنا سيعزز من قدرتنا جميعا على مواجهة الصدمات التى عانت منها كافة دول العالم دون استثناء خلال السنوات الأخيرة.
وأعربت وزيرة التخطيط عن تطلعها بأن تشكل الدورة الحالية للمجلس التنموي الاقتصادي والاجتماعي على مستوى القمة نقطة حاسمة للارتقاء بعملنا العربي المشترك، إلى المستوى الذي يحقق آمال شعوبنا العربية، ويدعم قدرتنا على التعامل مع ما تواجه أمتنا من تحديات.
وقالت إن الدورة الحالية للقمة تتناولت شتى الموضوعات الآنية والملحة التي تهم شعوبنا العربية وتؤثر بصورة مباشرة على حياة المواطن العربي في مختلف المجالات سواء الاقتصاد أو التنمية أو البيئة أو الطاقة، فضلا عن تناول القضايا البارزة التي باتت تحظى باهتمام دولي بالغ، وأهمها تطبيقات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتي قد توفر حلولا خلاقة ومبتكرة لبعض التحديات الماثلة أمام منطقتنا العربية.
وأشارت إلى أن اجتماع اليوم يحمل أهمية خاصة بالنظر إلى التحديات المتعددة على الساحتين الإقليمية والدولية والتي كان لها تداعيات على الاقتصاد العالمي، وعلى مسارات النمو الاقتصاد العربي، وقد أدت الاضطرابات التي تمر بها المنطقة والتحديات الدولية المتعددة إلى التأثير سلبا على سلاسل الإمداد العالمية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المنتجات والمواد الغذائية لمستويات قياسية، وهو ما نتج عنه تسارع وتيرة الضغوط التضخمية بشكل أصبح يهدد أسس الأمن الغذائي والطاقة في العديد من دولنا العربية.
وأضافت أننا نعلق أمالا كبيرة على هذه الدورة للخروج بقرارات إيجابية تعزز المنجزات والمكاسب التي تحققت في إطار العمل الاجتماعي و الاقتصادي العربي المشترك، وتسهم في تحقيق تطلعات شعوبنا العربية في الرخاء والازدهار.
