علماء يحذرون: موظفو المكاتب سيواجهون مستقبلًا مرعبًا خلال 20 عامًا

يظن العالم الخارجي أن موظفي المكاتب مجرد فئة من المحظوظين، يجلسون أو "يسترخيون" كما يصفون طوال اليوم، يؤدون عملهم، ويسجلون الخروج؛ لا يتعرضون للتلوث، ولا داعي لإلقاء اللوم على الطقس، ولا يبذلون أي جهد بدني يُذكر.
وقد تبدو وظائف المكاتب جذابة من الخارج، لكن الواقع أسوأ مما تتخيل من آلام الظهر إلى جفاف العينين وإجهادهما، وزيادة الوزن، والتوتر، يزداد الوضع سوءًا.
يستعرض موقع "تفصيلة" دراسة صادمة تكشف خطورة العمل بالمكاتب ومستقبل موظفين المكاتب.
قدّم فريق من خبراء الصحة، بقيادة عالم المستقبليات السلوكية ويليام هيغام، تصورًا لمستقبل موظف المكتب بعد 20 عامًا، استنادًا إلى بيانات استطلاع رأي قدّمها أكثر من 3000 موظف مكتب في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.
في التقرير الذي يحمل عنوان "زميل العمل في المستقبل"، يلمح خبراء الصحة إلى المشاكل الصحية المثيرة للقلق التي قد يواجهها العاملون في المكاتب إذا لم يتم إجراء تغييرات على بيئة مكان العمل بحسب Times of india.
المشاكل الصحية شيوعًا في المكاتب
أكثر المشاكل الصحية شيوعًا في المكاتب اليوم هي الخمول البدني والإجهاد البدني غير المتماثل، خاصةً عند إجراء المكالمات الهاتفية أو الكتابة.
ويمكن أن تؤدي جميعها إلى عمليات تنكسية تؤثر على العضلات والمفاصل والأقراص الفقرية والأعصاب والأوتار، وقد تسبب الألم وتلف الأنسجة، ويمكن أن تؤدي قلة الحركة إلى تنكس العضلات، كما تؤدي الحركات المفرطة، مثل النقر بالماوس، إلى التهاب وضغط على الأعصاب.
صرح الدكتور فرانك إمريش، الخبير الألماني في الصحة المهنية والعامة: "لقد حرمتنا التكنولوجيا الحديثة من الحركات التقليدية كالوقوف ولم نعد بحاجة حتى للنهوض للرد على الهاتف، متى كانت آخر مرة نهضت فيها للرد على الهاتف؟".
يتساءل خبير بيئة العمل ستيفن بودين، من المعهد المعتمد لبيئة العمل والعوامل البشرية.
تشير الدراسة إلى أن مجرد الجلوس على مكتب يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحة الفرد.
ثلاثة ملايين شخص يموتون بسبب الخمول البدني سنويًا
وعلى الرغم من أن نمط الحياة الخامل قد يبدو سهلاً من الناحية الجسدية، إلا أنه قد يكون له آثار مدمرة على المدى الطويل.
يشير التقرير إلى أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص يموتون بسبب الخمول البدني سنويًا.
وكان نمط الحياة الخامل رابع أعلى سبب للوفاة في العالم، ويصل عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب الخمول إلى ضعف عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب السمنة.
وتقول فابيان بروكاريه، خبيرة الصحة: "سيكون للخمول أكبر تأثير سلبي على جسم وعقل العامل في المستقبل، حيث أصبحت مخاطر نمط الحياة الخامل معروفة جيدًا الآن، وتشمل السمنة وداء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية".
وجدت دراسة أجراها باحثون في جامعة ليفربول جون موريس بالمملكة المتحدة أن الجلوس لفترات طويلة يمكن أن يقلل من تدفق الدم إلى الدماغ، مما قد يؤدي إلى إبطاء وظائفه وزيادة احتمالية الإصابة باضطرابات عصبية مثل الخرف.
لا يقتصر تأثير نمط الحياة الخامل على صحتك الجسدية فحسب، بل يؤثر أيضًا على صحتك العقلية، كما يُشير التقرير إلى بعض المخاطر المهنية لموظفي المكاتب، مثل سوء جودة الهواء، والإضاءة الاصطناعية، والأسطح المليئة بالجراثيم، والقرب الشديد، والتوتر المرتبط بالأهداف، وغيرها.
ويضيف بودين: "يحتاج الجسم إلى حركات منخفضة الشدة وعالية التردد طوال اليوم".