بسبب وفرة المعروض.. أسعار السكر العالمية تتجه لأكبر تراجع منذ 8 أعوام
تتجه أسواق السلع الزراعية لإنهاء العام على تحولات كبيرة، يتصدرها السكر الذي يواجه ضغوطًا قوية دفعت أسعاره إلى الاقتراب من تسجيل أكبر تراجع سنوي منذ نحو 8 سنوات.
ورغم محاولات التعافي المحدودة في الجلسات الأخيرة، فإن الصورة العامة لا تزال تميل إلى الهبوط، مدفوعة بتوقعات وفرة المعروض عالميًا مقابل نمو أضعف في الطلب، وسط ترقب المستثمرين لأي متغيرات مفاجئة قد تعيد التوازن للسوق.

خسائر سنوية
وشهدت أسعار السكر الخام في بورصة نيويورك ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات الأربعاء، إلا أن هذا التحسن لم يكن كافيًا لتغيير الاتجاه العام، فعلى مدار العام، تكبدت الأسعار خسائر تقترب من 22%، وهو أكبر انخفاض سنوي منذ عام 2017.
وفي لندن، سجل السكر الأبيض تراجعًا سنويًا بنحو 15%، ليعد الأسوأ منذ 2018، ما يعكس اتساع موجة الضغوط عبر مختلف الأسواق.
البرازيل والهند تقودان وفرة المعروض
ويرجع المحللون هذا التراجع الحاد إلى الإنتاج القوي في البرازيل، التي تعد أكبر مصدر للسكر في العالم، إلى جانب تحسن ملحوظ في إنتاج الهند، أحد اللاعبين الرئيسيين في السوق.
هذا النمو في الإمدادات جاء في وقت لم يشهد فيه الطلب العالمي الوتيرة نفسها، ما خلق فائضًا واضحًا ضغط على الأسعار ودفعها للانخفاض المتواصل.

وتشير تقديرات بعض بيوت الوساطة إلى أن أسعار السكر الخام قد تقترب من مستوى 14 سنتًا للرطل خلال الفترة المقبلة، ما لم تطرأ تطورات استثنائية مثل تغييرات في السياسات التجارية أو اضطرابات مناخية تؤثر على المحاصيل.
رغم الصورة العامة لفائض المعروض، تبرز تايلاند كعامل مفاجئ قد يحد من تخمة السوق، فقد شهد إنتاج البلاد من السكر تراجعًا مقارنة بالعام الماضي، نتيجة تأخر موسم عصر قصب السكر، إلى جانب تحديات تشغيلية.
ودفع هذا الوضع محللين إلى خفض تقديراتهم لإنتاج تايلاند بما يتراوح بين 400 و450 ألف طن، ووفقًا لتقديرات محدثة، تقلص الفائض العالمي المتوقع إلى نحو 3.6 مليون طن بدلًا من أكثر من 4 ملايين طن في توقعات سابقة، ما يشير إلى أن السوق قد لا تكون مغمورة بالمعروض بالقدر الذي كان يُعتقد سابقًا.
تحديات تشغيلية وتوترات إقليمية
وتواجه صناعة السكر في تايلاند عدة عقبات، من بينها توقف بعض المصانع عن العمل، وتأثر مناطق إنتاجية بالتوترات الحدودية مع كمبوديا، فضلًا عن نقص العمالة، هذه العوامل مجتمعة تضيف قدرًا من الضبابية إلى توقعات السوق، وتمنح الأسعار بعض الدعم النسبي.



