رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

شيخوخة مبكرة للشباب: طبيب يدق ناقوس الخطر بشأن نمط الحياة الحديث

الصحة في 2025
الصحة في 2025

أثار منشور لطبيب مقيم في الولايات المتحدة موجة واسعة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن دق ناقوس الخطر بشأن الواقع الصحي العالمي في عام 2025، مؤكدًا أن التهديد الأكبر لم يعد وباءً قادمًا من الخارج، بل أسلوب حياة يقود الأجساد إلى الانهيار بصمت.


من رعب الفيروس إلى خطر السلوك اليومي
 

يستهل الطبيب منشوره بمقارنة لافتة بين عام 2020، حين كان العالم بأسره يعيش في حالة استنفار خوفًا من فيروس كورونا، وعام 2025، حيث لم تعد العيادات والمستشفيات مكتظة بمرضى الأوبئة، بل بضحايا ما وصفه بـ«نمط الحياة الحديث» بحسب Times of India. 


ويشير إلى أن الأطباء اليوم لا يواجهون عدوًا غير مرئي، بل نتائج مباشرة لاختيارات يومية خاطئة تراكمت حتى أصبحت أمراضًا مزمنة في سن مبكرة.


شيخوخة مبكرة للأجساد الشابة


أولى النقاط التي توقف عندها الطبيب هي ما سماه «شيخوخة الأجساد الشابة»، موضحًا أن أمراضا كانت حكرًا على كبار السن باتت تشخص لدى مراهقين وشباب في العشرينيات والثلاثينيات.


فجلطات القلب، وفقًا للمنشور، لم تعد استثناءً نادرًا بين الشباب، كما بدأت حالات تآكل المفاصل والتهاباتها المزمنة في الظهور مبكرًا، نتيجة الخمول البدني والسمنة وزيادة الوزن.


وباء المتلازمة الأيضية الصامت


يرى الطبيب أن الخطر الأكبر في 2025 يتمثل في «وباء التمثيل الغذائي» غير المعلن.


فمقاومة الأنسولين أصبحت، بحسب وصفه، «الوضع الطبيعي الجديد» لدى عدد كبير من المراجعين، ما يفتح الباب واسعًا للإصابة بالسكري من النوع الثاني.


كما لم يعد الكبد الدهني مرتبطًا بتناول الكحول فقط، بل صار نتيجة مباشرة للإفراط في استهلاك السكريات والفركتوز الموجود بكثافة في الأطعمة المصنعة.
 

أطعمة فائقة المعالجة… وليست طعامًا
 

ويوجه المنشور انتقادًا حادًا لصناعات الأغذية، معتبرًا أن ما يُستهلك اليوم ليس طعامًا بالمعنى البيولوجي، بل «مركبات كيميائية مصممة بعناية لزيادة الإدمان».


ويحمّل الطبيب هذه الأطعمة مسؤولية ارتفاع معدلات الالتهاب المزمن في الجسم، والذي يُعد أرضية خصبة لأمراض القلب والسرطانات واضطرابات المناعة.


تطبيع خطير مع المرض
 

من أكثر النقاط التي وصفها الطبيب بالمقلقة هو «التطبيع مع الاعتلال الصحي».
 

وحمل حقيبة أدوية في سن الثلاثين أصبح أمرًا معتادًا، كما بات الإرهاق الدائم، وضبابية الدماغ، وضعف التركيز يفسَّر على أنه ضغوط عمل طبيعية، بينما هي بحسب الطبيب مؤشرات واضحة على انهيار جسدي تدريجي.


الخمول الرقمي والصحة النفسية


ويربط الطبيب بين الجلوس الطويل أمام الشاشات وتدهور الصحة النفسية والجسدية، معتبرًا أن «الخمول هو التدخين الجديد».


ويحذر من أن قضاء ما يقرب من 10 ساعات يوميًا في وضعية الجلوس يُضعف الدورة الدموية والجهاز اللمفاوي، ويجعل الجسم أقل قدرة على التخلص من السموم، ما ينعكس سلبًا على الجسد والعقل معًا.

وختم الطبيب منشوره برسالة لاقت انتشارًا واسعًا، جاء فيها:«في عام 2020 كنا نرتدي الكمامات لنحمي أنفسنا من الآخرين، لكن في عام 2025 نحن بحاجة لحماية أنفسنا من خياراتنا الخاصة  العدو الآن هو ما نضعه في أفواهنا، وقلة حركتنا، وإدماننا على الراحة التي تقتلنا ببطء».
 

يعرض الطبيب مجموعة من التوصيات البسيطة في ظاهرها، لكنها حاسمة في تأثيرها، أبرزها:
العودة إلى الطعام الحقيقي: تقليل الاعتماد على كل ما يأتي في مغلفات وعلب جاهزة.
 

المشي كدواء: اعتبار الحركة اليومية جزءًا أساسيًا من العلاج والوقاية.
 

إعادة ترتيب الأولويات: التوقف عن التعامل مع الصحة كمشروع مؤجل، والنظر إليها كأصل حيوي قد ينهار إذا أُهمل.
 

تم نسخ الرابط