تحذير أوروبي لإسرائيل: وقف عمل المنظمات غير الحكومية في غزة غير مقبول ودول غربية تطالب بضمان وصول المساعدات وفتح المعابر

تتصاعد التحركات الدبلوماسية الدولية مع ازدياد المخاوف من انعكاسات قرار إسرائيلي مرتقب يتعلق بوقف عمل عدد من المنظمات غير الحكومية في قطاع غزة إذا لم تستجب لمتطلبات أمنية وإجرائية جديدة. 

الاتحاد الأوروبي يعلن موقفا حازما، ودول غربية كبرى تصدر بيانا مشتركا يحذر من كارثة إنسانية أعمق، بينما تواصل إسرائيل اتهاماتها لبعض المنظمات بوجود ارتباطات مزعومة مع جماعات مسلحة.

تحذير أوروبي مباشر ورفض لتطبيق القانون بصيغته الحالية

تأكيد واضح جاء من المفوضة الأوروبية المعنية بالمساعدة الإنسانية حجة لحبيب التي أعلنت أن الاتحاد الأوروبي يرفض تطبيق القانون الإسرائيلي الخاص بتسجيل المنظمات غير الحكومية بصيغته الحالية. 

تصريحاتها عبر منصة "إكس" شددت على أن القانون الدولي للمساعدات الإنسانية لا يترك مجالا للشك بشأن ضرورة إيصال المساعدات لمن يحتاجها دون عوائق، محذرة من تداعيات أي قرار يعرقل عمل المؤسسات الإغاثية في غزة.

قرار إسرائيلي مثير للجدل وضغوط على المنظمات الإنسانية

وزارة شؤون المغتربين الإسرائيلية كشفت أن حظر عمل بعض المنظمات سيبدأ اعتبارا من الأول من يناير المقبل إذا لم تُسلم قائمة كاملة ببيانات موظفيها الفلسطينيين مع تفاصيل التمويل والعمليات التشغيلية. 

اتهامات طالت منظمة "أطباء بلا حدود" بوجود غموض في أدوار بعض العاملين لديها، حيث زعمت إسرائيل وجود تعاون مع حركة حماس وجماعات مسلحة، دون إعلان تفاصيل موسعة.

بيان دولي مشترك وتحرك دبلوماسي جماعي

موقف دولي واسع صدر من بريطانيا وكندا وفرنسا ودول أخرى عبر بيان مشترك أعرب عن قلق بالغ إزاء التدهور الإنساني المتواصل في غزة. 

البيان دعا إسرائيل لاتخاذ إجراءات عاجلة والسماح للمنظمات غير الحكومية بالعمل بشكل مستدام ومنتظم، مع التأكيد على ضرورة ضمان استمرار نشاط الأمم المتحدة داخل القطاع.

دعوة صريحة لرفع القيود وفتح المعابر

البيان الذي وقعته دول بينها الدنمارك وفنلندا وآيسلندا واليابان والنرويج والسويد وسويسرا وبريطانيا شدد على أن الوضع الإنساني "لا يزال كارثيا". 

دعوة واضحة وُجهت إلى إسرائيل لرفع ما وُصف بـ"القيود غير المعقولة" على دخول مواد طبية ومستلزمات الإيواء، إضافة إلى فتح المعابر الحدودية لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.

قلق دولي يتصاعد وأزمة إنسانية مستمرة

المشهد الإنساني في غزة يبقى تحت مجهر المجتمع الدولي، بينما تستمر التحذيرات من خطورة تقليص دور المنظمات الإغاثية في منطقة تعاني من دمار واسع ونقص حاد في الاحتياجات الأساسية. 

مواقف الاتحاد الأوروبي والدول الغربية تعكس خشية حقيقية من تفاقم الكارثة إذا مضت إسرائيل بخطتها دون مراجعة أو تنسيق مع الشركاء الدوليين.

ملف مفتوح على تصعيد سياسي وإنساني

الملف يظل مفتوحا وسط ترقب لما ستتخذه إسرائيل من خطوات خلال المرحلة المقبلة، وما إذا كانت الضغوط الدولية ستساهم في تغيير مسار القرار. 

الأزمة الإنسانية المتصاعدة تجعل هذا التحذير الأوروبي ومواقف الدول الداعمة له جزءا من معركة دبلوماسية مستمرة عنوانها الرئيسي “وصول المساعدات.. ضرورة لا تحتمل التعطيل”.