رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

صناع المحتوى أمام تحدي السيطرة على جمهورهم وسط سيطرة الخوارزميات

صناع المحتوي
صناع المحتوي

لم يعد عدد المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي مقياسًا دقيقًا لنجاح صناع المحتوى، إذ باتت الخوارزميات هي المسيطرة على ما يظهر للمستخدمين، وفق مسؤولين تنفيذيين في قطاع الاقتصاد الرقمي للمبدعين.

اليوم، لا يكفي نشر منشور جديد للوصول إلى الجمهور، إذ تحدد الخوارزميات المحتوى الذي يصل إلى المستخدمين أولًا.

وتقول آمبر فينز بوكس، الرئيسة التنفيذية لمنصة LTK، إن عام 2025 شكل نقطة تحول، حيث فقدت أعداد المتابعين أهميتها التقليدية لصالح قوة الخوارزميات، وفق تقرير نشره موقع TechCrunch.

هذا التحول لم يأتِ فجأة، إذ حذّر جاك كونتي، الرئيس التنفيذي لمنصة Patreon، من هذه الظاهرة منذ سنوات، لكن أثرها أصبح واضحًا أكثر مع تنوّع أساليب تفاعل صناع المحتوى، سواء عبر البث المباشر أو الفيديوهات القصيرة.

البحث عن تفاعل حقيقي

استجابة لهذا الواقع الجديد، بدأ المبدعون في ابتكار استراتيجيات للحفاظ على علاقتهم بجمهورهم. بعضها يركز على مكافحة المحتوى الرديء الناتج عن الذكاء الاصطناعي، بينما يعتمد آخرون على إنتاج محتوى بكميات كبيرة لمحاولة الهيمنة على الخوارزميات.

منصة LTK، المعتمدة على التسويق بالعمولة، ترتكز على ثقة الجمهور بالمؤثر، وهو ما جعل بعض الخبراء يعتقدون أن نموذجها قد يتعرض للتهديد.

 أظهرت دراسة أجرتها جامعة نورث وسترن ارتفاع الثقة في صناع المحتوى بنسبة 21% خلال عام واحد، إذ يدفع الذكاء الاصطناعي المستخدمين للبحث عن "البشر الحقيقيين" وتجاربهم الواقعية.

وعلى الرغم من ذلك، يبقى السيطرة على العلاقة مع الجمهور تحديًا كبيرًا، بعض المبدعين يلجأون إلى بناء مجتمعات مدفوعة أو منصات أقل خضوعًا للخوارزميات، بينما يعتمد آخرون على أساليب مبتكرة مثل ما يُعرف بـ"جيوش القص"، إذ يتم الدفع لمجموعات صغيرة لاقتطاع ونشر مقاطع قصيرة من المحتوى بكثافة، ما يضمن انتشارها بغض النظر عن الحساب الأصلي.


المحتوى الرديء والمجتمعات المتخصصة
 

يرى خبراء أن هذه الأساليب تشبه انتشار حسابات الميمز، لكنها قد تملأ المنصات بمحتوى متكرر وضعيف الجودة، وهو ما جعل مصطلح "slop" أو المحتوى الرديء يتصدر كلمات العام لقاموس Merriam-Webster.

في المقابل، تشير البيانات إلى توجه المستخدمين لقضاء وقت أطول في مجتمعات رقمية أصغر وأكثر تخصصًا، مثل Strava وLinkedIn وSubstack، بحثًا عن تفاعل حقيقي بعيدًا عن ضجيج الخوارزميات.

ويتوقع المختصون أن يكون صناع المحتوى ذوو الاهتمامات المتخصصة هم الرابحون الرئيسيون في المرحلة المقبلة، بينما سيصبح تكرار نموذج "النجوم الكبار" أصحاب المئات من الملايين من المتابعين أكثر صعوبة.

تم نسخ الرابط