رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

هل يضلل صناع المحتوى المصريين؟.. أزمة تحاليل المياه تشتعل وهيئة سلامة الغذاء ترد

مياه معدنية
مياه معدنية

في خضم موجة واسعة من الجدل التي اشتعلت على منصات التواصل الاجتماعي بعد نشر أحد صناع المحتوى نتائج تحاليل قال إنها تخص عينات من مياه الشرب في السوق المصرية، خرجت هيئة سلامة الغذاء لتفند ما اعتبرته “معلومات غير دقيقة” و”استنتاجات مضللة” قد تُحدث بلبلة بين المواطنين وتهز ثقتهم في المنظومة الرقابية للدولة.

التصريحات التي أدلى بها الدكتور طارق الهوبي، رئيس هيئة سلامة الغذاء، جاءت لتفتح بابًا واسعًا للتحقيق في كيفية تداول المعلومات الغذائية والصحية عبر الإنترنت، ومدى خطورة نشر نتائج فردية لا تستند إلى إطار علمي شامل أو تنسيق مع الجهات الرسمية المختصة.

تحذيرات رسمية: نتائج العينة الواحدة لا تمثل الحقيقة

أعاد رئيس هيئة سلامة الغذاء التأكيد على خطورة تعميم نتائج عينات فردية أُخذت خارج الإطار الرقابي المعتمد.
وقال الهوبي خلال لقائه في برنامج “حديث القاهرة” إن ما يقدمه بعض صناع المحتوى قد يتسبب في تضليل الجمهور، نظرًا لاعتمادهم على عينات بسيطة قد تتعرض للتلوث العرضي أثناء النقل أو التحليل.

ومن هنا، فإن الحكم على جودة مياه الشرب في مصر من خلال عينة واحدة  بحسب وصفه  يُعد أمرًا غير منضبط ولا يعكس الصورة الحقيقية.

وأضاف الهوبي أن “كل المياه المتداولة في الأسواق ليست مياهًا معدنية كما يعتقد البعض، بل مياه طبيعية خاضعة لاختبارات ومعايير دقيقة”، مؤكدًا أن أي تقييم علمي يجب أن يتم وفق منظومة محددة، تشمل سحب عينات متعددة من مصادر مختلفة وعلى فترات زمنية متنوعة.

النظام الرقابي للدولة: آلاف الاختبارات وضوابط صارمة

في الوقت الذي تنتشر فيه فيديوهات فردية على مواقع التواصل، سلط رئيس الهيئة الضوء على حجم العمل الرقابي الذي تقوم به الدولة لضمان سلامة المستهلك.

وكشف الهوبي عن أن الهيئة قامت بسحب 200 ألف عينة غذائية خلال الأشهر العشرة الماضية فقط، في إطار خطة موسعة تشمل متابعة المنتجات الغذائية والمياه والمعايير الصحية في الأسواق.

وأوضح أن هذا العدد الضخم من العينات يهدف إلى بناء قاعدة بيانات دقيقة وشاملة، تُستخدم في تقييم الوضع الحقيقي للسلامة الغذائية في مصر.

وأشار إلى أن أي معلومة غير دقيقة يتم تداولها على الإنترنت قد تُربك المستهلك وتشوش على عمل الجهات الرقابية التي تستند إلى المعايير العلمية والاختبارات المعملية المعتمدة.

صناع المحتوى تحت المجهر.. بين التوعية والتهويل

أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحة مفتوحة لنشر المحتوى المتعلق بالصحة والسلامة الغذائية، وهو ما يؤدي بحسب الهيئة  إلى انتشار معلومات قد تكون غير دقيقة أو غير موثقة.

وأكد الهوبي أن الغرض الأساسي من أي حديث يتعلق بسلامة الغذاء يجب أن يكون حماية صحة المستهلك، لكن ذلك لا يتحقق إلا بالتواصل مع الجهات الرسمية قبل نشر أي معلومات فنية.

وأوضح أن بعض صناع المحتوى  رغم نواياهم الحسنة  قد يسهمون في إثارة الذعر بنشر نتائج غير موثقة أو غير معتمدة، ما يشكل ضغطًا على الناس وعلى المنظومة الرقابية نفسها، ويجعل من الصعب تقديم تقييم موضوعي ودقيق للمشهد الغذائي.

ضريبة المعلومات غير الدقيقة.. ثقة المستهلك على المحك

من بين المخاطر التي حذر منها رئيس هيئة سلامة الغذاء، تأثير المعلومات المضللة على ثقة المواطنين في الرقابة الحكومية.

وقال الهوبي إن أي طرح غير منضبط يزعزع ثقة المستهلك في المنتجات المحلية وفي النظام الرقابي للدولة، وهو ما يفتح الباب أمام مخاوف غير حقيقية، ويُحدث ارتباكًا في السوق.

وأشار إلى ضرورة أن يدرك الجمهور أن لكل منتج دورة رقابية كاملة، تشمل التحاليل، المراجعات، التفتيش الدوري، والتتبّع، وأن أي معلومة منشورة خارج هذا السياق تُعد مبتورة وغير ممثلة للواقع.

دعوة للتواصل: الجهات الرسمية هي المصدر الوحيد للحقائق

اختتم الهوبي حديثه برسالة واضحة: “من يريد التأكد من أي معلومة تخص الغذاء أو المياه، يجب أن يتواصل مباشرة مع هيئة سلامة الغذاء أو منظومة الشكاوى الموحدة بمجلس الوزراء”.

وهو ما يعكس رغبة الهيئة في بناء جسر تواصل فعال مع المواطنين، لضمان وصول الحقائق العلمية بعيدًا عن التشويش أو التضليل.

تم نسخ الرابط