رغم وفرة المعروض.. أسعار خام الحديد تواصل الصعود عالميًا

مع اقتراب نهاية العام، عاد الحديد إلى دائرة الضوء، مدفوع بموجة تفاؤل بقطاع المعادن عالميًا، حيث سجل خام الحديد أفضل إغلاق له منذ أسابيع، مستندًا إلى رهانات متزايدة على تدخل حكومي صيني داعم للاقتصاد والصناعات الثقيلة.

أداء قوي في الأسواق الآسيوية

وسجلت العقود الآجلة لخام الحديد ارتفاعًا ملحوظًا في جلسات التداول الآسيوية، حيث واصل المعدن المستخدم في صناعة الصلب مكاسبه للجلسة الثالثة على التوالي في سوق سنغافورة، مقتربًا من مستوى 107 دولارات للطن. 

وفي الصين، جاءت المكاسب أكثر وضوحًا، حيث حققت الأسعار في بورصة داليان للسلع أكبر زيادة يومية لها منذ أوائل سبتمبر، مما عزز التوقعات بتسجيل أعلى إغلاق منذ أواخر نوفمبر.

موجة صعود شاملة

ولا يأتي تحسن خام الحديد بمعزل عن بقية الأسواق، بل يندرج ضمن موجة صعود أوسع شملت عدداً من المعادن الرئيسية، فقد واصل النحاس تسجيل مستويات تاريخية، فيما اخترقت الفضة مستويات غير مسبوقة، مما انعكس إيجابًا على معنويات المستثمرين ودفعهم إلى زيادة انكشافهم على عقود المعادن، مدفوعين بتوقعات انتعاش الطلب الصناعي.

بكين تراهن على الإصلاح والتحفيز

وحصلت الأسواق على دفعة إضافية بعد تصريحات رسمية صينية أكدت التزام الحكومة بدعم الصناعات المعتمدة على الموارد الطبيعية،  حيث أعلنت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح عزمها تعميق إصلاحات جانب العرض في قطاعات مثل الصلب والبتروكيماويات، ضمن الخطة الخمسية المقبلة التي تبدأ في 2026، وتشمل هذه الخطوات التركيز على الإنتاج عالي الجودة، والحد من التوسعات غير المرخصة، وتشجيع الاندماجات باستخدام أدوات السوق.

المخزونات المرتفعة لا توقف الصعود

ورغم هذه الأجواء الإيجابية، تواصل مخزونات خام الحديد في الموانئ الصينية ارتفاعها للأسبوع العاشر خلال 11 أسبوعًا، لتسجل أعلى مستوياتها منذ أكثر من عام، هذا التناقض بين وفرة المعروض وارتفاع الأسعار يشير إلى أن الزخم الحالي تقوده الأسواق الآجلة والمضاربات، وليس تحسنًا ملموسًا في الطلب على الصلب.

قيود الاستيراد تدعم الأسعار

وخلال الأشهر الماضية، تلقت الأسعار دعمًا إضافيًا من القيود التي فرضتها جهات حكومية صينية على بعض واردات خام الحديد، بما في ذلك شحنات قادمة من شركات تعدين كبرى، ورغم استمرار التحديات المرتبطة بتباطؤ قطاع العقارات وتراجع استهلاك الصلب، فإن هذه القيود ساهمت في الحد من الضغوط السعرية.