استثمار ضخم.. "بريدا إنرجيا" الإيطالية تخصص 50 مليون دولار لتطوير صناعة البترول في مصر
تسير مصر بخطى متسارعة نحو ترسيخ مكانتها كمركز صناعي إقليمي لخدمات ومعدات البترول والغاز، مستفيدة من شراكات دولية وتوسعات إنتاجية تستهدف تقليل فاتورة الاستيراد وتعميق التصنيع المحلي.
وفي هذا الإطار، تبرز خطة شركة “بريدا إنرجيا” الإيطالية لضخ استثمارات ضخمة في السوق المصري، كواحدة من أبرز الإشارات على تنامي الثقة في قدرات البنية الصناعية والطاقة الإنتاجية للقطاع البترولي في البلاد.
ضخ 50 مليون دولار
تستعد “بريدا إنرجيا”، الشريك الأجنبي في شركة “ثروة بريدا بتروليم سيرفيس”، لضخ استثمارات جديدة بقيمة 50 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2026، في خطوة تستهدف توسيع مصنع إنتاج رؤوس آبار البترول والصمامات بمدينة بدر شرق القاهرة.

ومن المتوقع أن التوسعة المرتقبة ستضاعف مساحة المصنع أكثر من ثلاث مرات، لترتفع من نحو 2000 متر مربع حالياً إلى قرابة 7 آلاف متر مربع، وهو ما سينعكس مباشرة على الطاقة الإنتاجية ويضع المصنع على خريطة المراكز الإقليمية لتوريد هذه المعدات الحيوية لصناعة النفط والغاز.
شراكة مصرية إيطالية لتوطين الصناعة
ويعود المصنع إلى شركة “ثروة بريدا بتروليم سيرفيس”، وهي شركة مشتركة تأسست عام 2014 بين شركة “ثروة للبترول” التابعة للهيئة المصرية العامة للبترول، وشركة “بريدا إنرجيا” الإيطالية.
وتركز الشركة منذ تأسيسها على توطين تصنيع معدات وخدمات حقول النفط، بما يشمل رؤوس الآبار والصمامات ومهمات الحفر والصيانة، بما يدعم استراتيجية الدولة في تعميق المكون المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات البترولية المكلفة.

هيمنة محلية وطموح للتصدير
وتسيطر “ثروة بريدا” حالياً على نحو 65% من سوق توريد رؤوس الآبار ومعدات الحفر والصيانة في مصر، وهو ما يمنحها قاعدة قوية للانطلاق إقليمياً.
ووفق الخطط الحالية، تستهدف الشركة بدء التصدير إلى الأسواق الأفريقية خلال ثلاث سنوات، بعد الانتهاء من مراحل التوسعة وبلوغ الطاقة الإنتاجية المستهدفة.
هذا التوجه يتماشى مع تنامي الطلب في أسواق أفريقيا والشرق الأوسط، حيث تشهد العديد من الدول توسعاً في أنشطة الاستكشاف والإنتاج.
تسارع الاستثمارات
وخلال عام 2024، بلغت استثمارات “ثروة بريدا” في مصر نحو 8 ملايين دولار، مع توقعات بارتفاعها إلى 10 ملايين دولار بنهاية 2025، مما يعكس تسارع وتيرة التوسع قبل القفزة الكبرى المقررة في 2026.
وتأتي هذه الاستثمارات في وقت تخطط فيه مصر لزيادة إنتاجها من النفط الخام إلى نحو 550 ألف برميل يومياً خلال العام المالي الحالي، على أن يرتفع إلى قرابة 580 ألف برميل يومياً بحلول 2026–2027.
ومع استهلاك محلي مرتفع للسولار والبنزين، فإن أي زيادة في الإنتاج المحلي، مدعومة بصناعة وطنية قوية لمعدات الحقول، تمثل خطوة استراتيجية لتقليل الواردات وتعزيز أمن الطاقة، وترسيخ دور مصر كمحور إقليمي لصناعة وخدمات النفط.



