ملف مخيف.. الاعتداء على الأطفال والمراهقين يكشف خفايا مروعة
في الوقت الذي تتصدر فيه أخبار الاعتداء على أطفال المدارس والمراهقين عناوين وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، يتصاعد القلق المجتمعي بشأن ما إذا كانت هذه الوقائع مجرد حوادث فردية أم مؤشرات على أزمة أعمق تهدد الطفولة داخل المجتمع.
هذا الجدل أعادت فتحه تصريحات رضوى فتحي، الاستشارية الأسرية والسلوكية، التي أطلقت تحذيرات صادمة حول حجم ما يجري في الخفاء، مؤكدة أن ما لا يُكشف من هذا الملف “مخيف” بكل المقاييس.
تصريحات صادمة على الهواء: ما نعرفه أقل مما نجهله
وخلال حوارها مع الإعلامي شريف عامر، في برنامج "يحدث في مصر" المذاع على قناة MBC مصر، شددت رضوى فتحي على خطورة الاكتفاء بما يظهر إلى السطح من وقائع، قائلة إن ما يجري لا يمكن وصفه بظاهرة مكتملة الأركان، لكنها في الوقت ذاته أكدت أن الجزء الخفي من ملف الاعتداء على الأطفال داخل المدارس وخارجها أخطر بكثير مما يتم تداوله إعلاميًا.
وأضافت: "ما نقدرش نقول على اللي بيحصل ده ظاهرة، لكن اللي إحنا ما نعرفوش في ملف الاعتداء على الأطفال مخيف"، في إشارة واضحة إلى أن حجم الانتهاكات قد يكون أوسع من الأرقام المعلنة، وأن كثيرًا من الوقائع لا ترى النور لأسباب اجتماعية ونفسية وقانونية.
الاعتداءات لا تقتصر على المدارس
وخلافًا للاعتقاد السائد بأن الخطر يتركز داخل أسوار المدارس فقط، أوضحت الاستشارية الأسرية أن الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال والمراهقون لا تنحصر في المؤسسات التعليمية، بل تمتد إلى أماكن يُفترض أنها آمنة، مثل النوادي ومراكز الأنشطة، فضلًا عن العالم الافتراضي الذي بات ساحة مفتوحة للانتهاك عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي.
وأكدت أن التطور التكنولوجي، وسهولة الوصول إلى الأطفال عبر الإنترنت، فتح أبوابًا جديدة لأساليب اعتداء أكثر تعقيدًا، تبدأ أحيانًا بما يبدو تواصلًا بريئًا، وتنتهي بانتهاكات نفسية أو جسدية يصعب اكتشافها مبكرًا.
وعي مجتمعي متزايد… وسيف ذو حدين
وأشارت رضوى فتحي إلى أن تزايد الحديث عن هذه القضايا في الآونة الأخيرة لا يعني بالضرورة ارتفاع معدلات الاعتداء، بقدر ما يعكس ارتفاع مستوى الوعي المجتمعي، سواء لدى الأسر أو المؤسسات أو وسائل الإعلام، وهو ما أدى إلى خروج العديد من الحالات إلى العلن بعد أن كانت حبيسة الصمت لسنوات طويلة.
وأضافت أن هذا الوعي، رغم أهميته، يضع المجتمع أمام مسؤولية مضاعفة، تتمثل في كيفية التعامل مع هذه الوقائع بحكمة، بعيدًا عن التهويل أو الإنكار، وبما يضمن حماية الضحايا وعدم تعريضهم لمزيد من الأذى النفسي.
صمت الضحايا… والخوف من الوصم
وسلطت الاستشارية الأسرية الضوء على واحدة من أخطر الإشكاليات في هذا الملف، وهي صمت الأطفال والمراهقين عن الإبلاغ، إما خوفًا من العقاب، أو خشية عدم التصديق، أو بسبب وصمة اجتماعية ما زالت تحيط بمثل هذه القضايا.
وأكدت أن هذا الصمت هو ما يجعل حجم المشكلة الحقيقي أكبر بكثير مما يظهر في البلاغات الرسمية.
وشددت على ضرورة خلق بيئة آمنة داخل الأسرة والمؤسسات التعليمية، تشجع الطفل على التحدث دون خوف أو تهديد، وتؤكد له أن الحماية حق وليس تفضلًا.
مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمؤسسات
وأكدت رضوى فتحي أن مواجهة هذا الملف لا يمكن أن تكون مسؤولية جهة واحدة، بل تتطلب تكاتفًا حقيقيًا بين الأسرة، والمدرسة، والمؤسسات الرياضية، والإعلام، والجهات التشريعية، لوضع آليات واضحة للرصد المبكر، والتدخل السريع، والعقاب الرادع.