تحذير نفسي: الذكاء الاصطناعي قد يقتل التفكير البشري
حذرت الدكتورة رباب الشتشتاوي، استشاري الصحة النفسية، من الاعتماد المفرط على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن دور الإنسان يظل جوهريًا وحاسمًا في جميع المجالات، سواء البحثية أو الإبداعية أو التنظيمية.
وأوضحت الدكتورة رباب خلال حوارها في برنامج "صباح الخير يا مصر" أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أداة مساعدة فقط، لا أن يحل محل الإنسان في اتخاذ القرارات أو التحليل العميق.
الذكاء الاصطناعي: أداة منظمة محدودة القدرات
أكدت الدكتورة رباب أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بقدرات كبيرة على تنظيم المعلومات وترتيب البيانات وتقديم مقترحات للمستخدم، لكنه يفتقر إلى القدرة على التفكير النقدي أو اتخاذ القرارات المعقدة بشكل مستقل.
وأضافت: "الذكاء الاصطناعي يمكنه تسهيل العمل وإظهار البدائل، لكنه لا يمتلك القدرة على الإبداع الشخصي أو البصمة الفردية التي يتميز بها الإنسان".
وأوضحت أن استخدام الذكاء الاصطناعي كبديل كامل للإنسان قد يؤدي إلى تراجع القدرة على التعبير والتحليل والإبداع، وهو ما يحذر منه خبراء الصحة النفسية والتربويون على حد سواء.
التحذير من الاعتماد المفرط في الأبحاث والكتابة الأكاديمية
شددت الدكتورة رباب على أن الاعتماد الكبير على الذكاء الاصطناعي في المجالات البحثية والأكاديمية قد يضعف جودة المحتوى ويؤدي إلى فقدان الفهم العميق والتحليل الشخصي.
وأشارت إلى أن بعض المستخدمين لا يمتلكون الخبرة الكافية لفهم أو مراجعة ما ينتجه الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤدي إلى أخطاء وتحريفات في النتائج النهائية.
وقالت: "المشكلة ليست في الذكاء الاصطناعي نفسه، بل في الطريقة التي يُستخدم بها. إذا لم يقم الإنسان بالمراجعة والتحليل، يصبح الناتج مجرد محتوى تقني بلا قيمة حقيقية".
تعزيز البصمة الشخصية بدلًا من إلغائها
أكدت الدكتورة رباب أن الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعي يكمن في تعزيز الإبداع البشري والبصمة الشخصية، وليس استبدالها.
وأضافت أن التوازن بين الاستفادة من التقنية الحديثة والحفاظ على القدرة البشرية على التفكير والتحليل هو مفتاح النجاح: "الذكاء الاصطناعي أداة لدعم العقل البشري، وليس ليحل مكانه. استخدامه الصحيح يعني تمكين الإنسان من التركيز على الإبداع والتحليل العميق بدلاً من إلغاء دوره".