تصعيد جديد في تايوان.. الصين تحذر من عواقب وخيمة وتسليح الجزيرة بأضخم صفقة أميركية يقلب الموازين
تزداد حدة التوتر بين الصين والولايات المتحدة على خلفية ملف تايوان، بعدما وافقت واشنطن على أكبر صفقة أسلحة في تاريخها لصالح الجزيرة، لترد بكين بتحذيرات شديدة اللهجة، مؤكدة أن تسليح تايوان لن يمر دون عواقب خطيرة، وأن أي تدخل خارجي في هذا الملف يمثل تجاوزاً للخطوط الحمراء الصينية ومساً بمصالحها الأساسية التي لا تقبل المساومة.
تحذيرات صينية صارمة ورسائل مباشرة لواشنطن
يؤكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جياكون أن المصالح الأساسية للصين لا تُمس، مشدداً على أن قضية تايوان شأن داخلي بحت ولا يجوز لأي طرف خارجي التدخل فيها.
ويضيف أن استقلال تايوان والسلام في مضيق تايوان أمران لا يمكن أن يجتمعا، محذراً من أن أي خطوة لتسليح الجزيرة ستترتب عليها عواقب وخيمة، وفق ما نقلته وكالة “تاس” الروسية. وتعكس هذه التصريحات تشدداً متزايداً في الموقف الصيني، ورسالة واضحة بأن بكين ترى في الصفقة الأميركية تحدياً مباشراً لها.
أكبر صفقة تسليح أميركية إلى تايوان
تعلن الولايات المتحدة الموافقة على صفقة أسلحة بقيمة 11.1 مليار دولار لتايوان، وهي الأضخم في تاريخ علاقات التسليح بين الجانبين، وسط ضغط عسكري صيني متزايد على الجزيرة.
وتكشف وزارة الدفاع التايوانية أن الحزمة تشمل ثمانية أصناف عسكرية، من بينها أنظمة صواريخ هيمارس، ومدافع هاوتزر، وصواريخ جافلين المضادة للدبابات، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة مسلحة من طراز ألتيوس، إلى جانب قطع غيار وتجهيزات عسكرية أخرى.
وتؤكد تايبيه أن الدعم الأميركي يساعدها على تعزيز قدراتها الدفاعية وبناء قوة ردع فعالة، مع الإشارة إلى أهمية اعتماد استراتيجيات مبتكرة للتعامل مع عدم التكافؤ العسكري بينها وبين الصين.
إجراءات قانونية أميركية ودعم سياسي واسع
تشير وزارة الدفاع التايوانية إلى أن الصفقة حالياً في مرحلة إخطار الكونجرس الأميركي، حيث يمتلك المشرعون حق تعديلها أو رفضها، لكن المؤشرات تؤكد أن تايوان تحظى بدعم واسع من الحزبين داخل الولايات المتحدة.
ويعتبر البنتاجون أن الصفقة تخدم المصالح الوطنية والأمنية والاقتصادية الأميركية، وتدعم جهود تايوان لتحديث جيشها والحفاظ على قدرات دفاعية يمكن الاعتماد عليها.
رد تايواني مؤكد وتصعيد عسكري متواصل
تشدد المتحدثة باسم المكتب الرئاسي التايواني كارين كو على أن بلادها ستواصل إصلاح وتطوير قدراتها الدفاعية، مع تعزيز مرونة المجتمع التايواني في مواجهة أي تهديدات، مؤكدة تصميم تايوان على حماية نفسها والحفاظ على السلام عبر القوة.
ويأتي هذا الإعلان كخامس إجراء بارز ضمن سياسات تعزيز الردع العسكري، بعد إعلان الرئيس التايواني لاي تشينج-ته تخصيص ميزانية دفاع تكميلية بقيمة 40 مليار دولار تمتد حتى عام 2033، مؤكداً أنه لا مجال للمخاطرة بالأمن القومي.
مشهد إقليمي أكثر حساسية ومستقبل غامض
تعكس هذه التطورات تصعيداً خطيراً في ملف تايوان، مع ازدياد الضغط الصيني وتوسع الدعم العسكري الأميركي، ما يجعل مضيق تايوان إحدى أكثر مناطق العالم توتراً واستعداداً للاشتعال.
ويبدو أن الفترة المقبلة ستشهد سباقاً متصاعداً بين الردع والدبلوماسية، وسط تحذيرات دولية من تداعيات قد تهدد الاستقرار الإقليمي وربما الأمن العالمي.



