حماس تطلق نداء استغاثة عاجلاً: كارثة إنسانية تداهم نازحي غزة مع العواصف والأمطار
كارثة إنسانية جديدة تتكشف فصولها في قطاع غزة مع اشتداد الأحوال الجوية وغرق مئات خيام النازحين، في مشهد يعكس عمق المأساة التي يعيشها السكان منذ شهور.
نداءات عاجلة أطلقتها حركة حماس للوسطاء والمجتمع الدولي، محذّرة من تداعيات خطيرة تهدد حياة آلاف العائلات التي باتت بلا مأوى حقيقي في ظل استمرار الحصار وتعثر إدخال مواد الإيواء والمساعدات.
أمطار غزيرة تكشف هشاشة أوضاع النازحين
أمطار غزيرة هطلت مساء الاثنين تسببت في غرق مئات خيام النازحين غرب مدينة غزة، مع تطاير عدد كبير منها بفعل الرياح القوية المصاحبة لمنخفض جوي جديد يضرب القطاع.
مشاهد ميدانية مؤلمة نقلها شهود عيان أظهرت حجم الدمار الذي لحق بمخيمات النازحين، خاصة في منطقتي الشاليهات وميناء غزة، حيث حاول الأهالي تثبيت الخيام وإنقاذ ما تبقى من مقتنياتهم من الغرق.
أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة يعيشها النازحون في ظل غياب وسائل الحماية، وتتابع المنخفضات الجوية، وانعدام أي بدائل آمنة للإيواء، ما زاد من معاناة العائلات التي فقدت منازلها خلال الحرب.
حماس تحمّل المجتمع الدولي المسؤولية
تعليق رسمي صدر عن حركة حماس عبر المتحدث باسمها حازم قاسم، أكد أن تعاظم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بات واقعاً لا يمكن تجاهله مع غرق خيام النازحين، مشيراً إلى أن تلك الخيام في الأساس لا توفر أي حماية حقيقية في مختلف الظروف الجوية.
تصريحات قاسم شددت على أن جميع التحذيرات والمناشدات السابقة لإدخال مواد مناسبة للإيواء وبدء الإعمار لم تلقَ استجابة من المجتمع الدولي، الذي وصفه بالعاجز عن كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
موقف الحركة عكس حالة غضب واستياء من استمرار تجاهل الاحتياجات الإنسانية العاجلة.
مناشدة عاجلة للوسطاء والدول الضامنة
دعوة مباشرة وجّهتها حماس إلى الوسطاء والدول الضامنة لاتفاق وقف الحرب، إضافة إلى الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، للتحرك العاجل من أجل إنقاذ أهالي غزة من كارثة محققة، بحسب تعبير الحركة.
النداء جاء في توقيت بالغ الحساسية، مع تزايد المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية خلال فصل الشتاء، في ظل بقاء مئات الآلاف من السكان بلا مأوى مناسب.
شاحنات المساعدات عالقة عند رفح
كشف أوروبي لافت أطلقته مفوضة المساواة في الاتحاد الأوروبي، حاجة الحبيب، سلط الضوء على تعقيدات إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
تصريحات رسمية أكدت تكدس مئات الشاحنات المحملة بالمعونات عند معبر رفح، بحجة اعتبار الكثير من محتوياتها "ذات استخدام مزدوج".
تفاصيل صادمة عرضتها الحبيب خلال مؤتمر صحافي، أشارت إلى منع إدخال أكياس النوم بسبب لونها، والكراسي المتحركة بسبب عجلاتها، مع تأكيدها ضرورة إدخال المساعدات بشكل كامل لا تدريجياً، خاصة مع اقتراب الشتاء.
قيود مشددة تعرقل الإغاثة
منع أوروبي من دخول غزة شمل المفوضة نفسها، إضافة إلى عدم السماح بإعادة فتح مكتب المفوضية الأوروبية داخل القطاع.
واقع يعكس حجم القيود المفروضة على العمل الإنساني، ويزيد من تعقيد جهود الإغاثة.
اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي نصّ على إدخال 600 شاحنة إغاثة يومياً، إلا أن هذا الالتزام لم يُنفذ فعلياً، وفق تأكيد منظمات إغاثية وحركة حماس.
إجراءات التفتيش الإسرائيلية المشددة أبقت تدفق المساعدات بطيئاً، ما عمّق الأزمة الإنسانية في قطاع مدمر منذ عام 2023.



